الجواب الاجمالي:
تناول القرآن الكريم مسألة ظهور الإمام المهدي وخروجه دون أن يتعرض إلى التفاصيل، واكتفى ببيان ذلك بشكل عام، أي
انّه تحدّث عن ظهور الدولة العالمية العادلة وانتصار الصالحين في الأرض بشكل تام.
وقد اعتقد المفسرون الإسلاميون انّ هذا النوع من الآيات التي تتناول موضوع المهدي إنّما فسرت به بالتعويل على الأخبار والأحاديث التفسيرية
وقد اعتقد المفسرون الإسلاميون انّ هذا النوع من الآيات التي تتناول موضوع المهدي إنّما فسرت به بالتعويل على الأخبار والأحاديث التفسيرية
الجواب التفصيلي:
وقد تناول القرآن الكريم مسألة ظهور الإمام المهدي وخروجه شأنها شأن كثير من المسائل الأُخرى دون أن يتعرض إلى التفاصيل، واكتفى ببيان ذلك بشكل عام، أي انّه تحدّث عن ظهور الدولة العالمية العادلة وانتصار الصالحين في الأرض بشكل تام.
وقد اعتقد المفسرون الإسلاميون انّ هذا النوع من الآيات التي تتناول موضوع المهدي إنّما فسرت به بالتعويل على الأخبار والأحاديث التفسيرية، وسنعرض نحن من مجموع تلك الآيات التي يعتقد المفسرون انّها تدور حول هذا الموضوع(1)، وتتميز بوضوحها إلى ثلاث آيات بغية مراعاة الاختصار:
1 - و«لقَدْ كَتَبْنا فِى الزّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذّكْرِ أنّ الأرضَ يَرِثُها عِبادِىََ الصّالِحُونَ»(2).
وتوضيحاً لمعنى هذه الآية نؤكد على أنّ الذكر يعني كلّ ما يوجب التذكر والتذكير، ولكن فسر في الآية بكتاب النبي موسى السماوي أي التوراة بقرينة انّه كان قبل الزبور. وبناء على تفسير آخر يراد به القرآن الكريم، لأنّه قد أطلقت الآيات القرآنية هذا الوصف على القرآن نفسه: (إِنْ هُوَ إِلاّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِين) (سورة التكوير، الآية 27) وعليه يكون معنى «من بعد» هو «علاوة على» و يكون تفسير الآية هو: انّا قد كتبنا ـ علاوة على ما كتبناه في القرآن ـ في الزبور انّ الأرض يرثها عبادي الصالحون(3).
وقد استشهد الشيخ المفيد في بداية الفصل الذي خصه بالإمام المهدي بهذه الآية والآية التي سنذكرها(4).
وروي في تفسير هذه الآية عن الإمام الباقر ـ عليه السَّلام ـ أنّه قال : «هم أصحاب المهدي في آخرالزمان»(5).
وقال مفسر القرآن الكبير المرحوم الطبرسي في تفسيرها وبعد ذكر الحديث المذكور آنفاً: ويدلّ على ذلك ما رواه العام والخاص عن النبي أنّه قال: «لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتى يبعث رجلاً من أهل بيتي، يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً»(6).
وتدلّ إشارة القرآن وأخباره حول نبوءة دولة الصالحين في الأرض في التوراة والزبور على أنّ هذا الأمر يحظى بأهمية كبيرة لدرجة انّه ذكر في الكتب السماوية الواحد تلو الآخر.
والجدير بالذكر هو انّ هذا الموضوع ذكر في كتاب مزامير داود الذي يعدّ اليوم جزءاً من العهد القديم (التوراة) وهو مجموعة أدعية ومناجات وحكم داود النبي ـ عليه السَّلام ـ ، ولكن عبّر عنه بأشكال مختلفة.
ومنها ما جاء في المزمور 37 حيث نقرأ: «... الاشرار ينتهون والمتوكّلون على اللّه سيرثون الأرض وسرعان ما سينعدم الشرير الذي مهما سألت عن مكانه فانّه يبقى مجهولاً لكنّ المتواضعين سيرثون الأرض وينعمون من كثرة السلامة».
وكذلك نقرأ في نفس ذلك المزمور «... المباركون سيرثون الأرض واللعناء سينتهون»(7).
2 - «وَ نُريدُ أنْ نَمُنّ عَلَى الّذينَ اسْتُضْعِفُوا فِى الأرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أئمًّه وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثينَ»(8).
انّ أمير المؤمنين قد تلا هذه الآية بعد تنبّوئه برجوع الناس إلى أهل البيت(9) والانضواء تحت لوائهم.
وقال محمد بن جعفر وهو أحد العلويين الذين خرجوا في أيّام المأمون: حدثت يوماً مالك بن أنس عمّا نلاقيه من الضيق، فقال: اصبر حتى يظهر معنى ( ونريد أن نمن على الذين...)(10).
3 - «وَعَدَ اللهُ الّذينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنّهُمْ فِى الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الّذينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكّنَنّ لَهُمْ دينَهُمُ الّذِى ارْتَضى لَهُمْ وَليُبَدِلَنّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنى لايُشْرِكُونَ بِى شَيئاً...»(11).
وقال الطبرسي في تفسيرها: والمروي عن أهل البيت انّها في المهدي من آل محمد(صلى الله عليه وآله). وروى العياشي باسناده عن علي بن الحسين(عليه السلام) انّه قرأ الآية و قال: «هم واللّه شيعتنا أهل البيت، يفعل اللّه ذلك بهم على يدي رجل منّا وهو مهدي هذه الأُمّة، وهو الذي قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله): لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتى يلي رجل من عترتي اسمه اسمي، يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً».
ثمّ يضيف الطبرسي: وروي مثل ذلك عن أبي جعفر الباقر وأبي عبد اللّه الصادق عليمها السَّلام(12)، (13).
وقد اعتقد المفسرون الإسلاميون انّ هذا النوع من الآيات التي تتناول موضوع المهدي إنّما فسرت به بالتعويل على الأخبار والأحاديث التفسيرية، وسنعرض نحن من مجموع تلك الآيات التي يعتقد المفسرون انّها تدور حول هذا الموضوع(1)، وتتميز بوضوحها إلى ثلاث آيات بغية مراعاة الاختصار:
1 - و«لقَدْ كَتَبْنا فِى الزّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذّكْرِ أنّ الأرضَ يَرِثُها عِبادِىََ الصّالِحُونَ»(2).
وتوضيحاً لمعنى هذه الآية نؤكد على أنّ الذكر يعني كلّ ما يوجب التذكر والتذكير، ولكن فسر في الآية بكتاب النبي موسى السماوي أي التوراة بقرينة انّه كان قبل الزبور. وبناء على تفسير آخر يراد به القرآن الكريم، لأنّه قد أطلقت الآيات القرآنية هذا الوصف على القرآن نفسه: (إِنْ هُوَ إِلاّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِين) (سورة التكوير، الآية 27) وعليه يكون معنى «من بعد» هو «علاوة على» و يكون تفسير الآية هو: انّا قد كتبنا ـ علاوة على ما كتبناه في القرآن ـ في الزبور انّ الأرض يرثها عبادي الصالحون(3).
وقد استشهد الشيخ المفيد في بداية الفصل الذي خصه بالإمام المهدي بهذه الآية والآية التي سنذكرها(4).
وروي في تفسير هذه الآية عن الإمام الباقر ـ عليه السَّلام ـ أنّه قال : «هم أصحاب المهدي في آخرالزمان»(5).
وقال مفسر القرآن الكبير المرحوم الطبرسي في تفسيرها وبعد ذكر الحديث المذكور آنفاً: ويدلّ على ذلك ما رواه العام والخاص عن النبي أنّه قال: «لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتى يبعث رجلاً من أهل بيتي، يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً»(6).
وتدلّ إشارة القرآن وأخباره حول نبوءة دولة الصالحين في الأرض في التوراة والزبور على أنّ هذا الأمر يحظى بأهمية كبيرة لدرجة انّه ذكر في الكتب السماوية الواحد تلو الآخر.
والجدير بالذكر هو انّ هذا الموضوع ذكر في كتاب مزامير داود الذي يعدّ اليوم جزءاً من العهد القديم (التوراة) وهو مجموعة أدعية ومناجات وحكم داود النبي ـ عليه السَّلام ـ ، ولكن عبّر عنه بأشكال مختلفة.
ومنها ما جاء في المزمور 37 حيث نقرأ: «... الاشرار ينتهون والمتوكّلون على اللّه سيرثون الأرض وسرعان ما سينعدم الشرير الذي مهما سألت عن مكانه فانّه يبقى مجهولاً لكنّ المتواضعين سيرثون الأرض وينعمون من كثرة السلامة».
وكذلك نقرأ في نفس ذلك المزمور «... المباركون سيرثون الأرض واللعناء سينتهون»(7).
2 - «وَ نُريدُ أنْ نَمُنّ عَلَى الّذينَ اسْتُضْعِفُوا فِى الأرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أئمًّه وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثينَ»(8).
انّ أمير المؤمنين قد تلا هذه الآية بعد تنبّوئه برجوع الناس إلى أهل البيت(9) والانضواء تحت لوائهم.
وقال محمد بن جعفر وهو أحد العلويين الذين خرجوا في أيّام المأمون: حدثت يوماً مالك بن أنس عمّا نلاقيه من الضيق، فقال: اصبر حتى يظهر معنى ( ونريد أن نمن على الذين...)(10).
3 - «وَعَدَ اللهُ الّذينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنّهُمْ فِى الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الّذينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكّنَنّ لَهُمْ دينَهُمُ الّذِى ارْتَضى لَهُمْ وَليُبَدِلَنّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنى لايُشْرِكُونَ بِى شَيئاً...»(11).
وقال الطبرسي في تفسيرها: والمروي عن أهل البيت انّها في المهدي من آل محمد(صلى الله عليه وآله). وروى العياشي باسناده عن علي بن الحسين(عليه السلام) انّه قرأ الآية و قال: «هم واللّه شيعتنا أهل البيت، يفعل اللّه ذلك بهم على يدي رجل منّا وهو مهدي هذه الأُمّة، وهو الذي قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله): لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتى يلي رجل من عترتي اسمه اسمي، يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً».
ثمّ يضيف الطبرسي: وروي مثل ذلك عن أبي جعفر الباقر وأبي عبد اللّه الصادق عليمها السَّلام(12)، (13).
لا يوجد تعليق