الجواب الاجمالي:
الجواب التفصيلي:
هناك أدلّة ووثائق تدلّ من ناحية على مدى خباثة ومكر البلاط العباسي وضخامة مخططاته الشيطانية بحق الإمام وأصحابه وعلى صحوة الإمام ويقظته وإجراءاته الأمنية وتوخّيه الحذر، وسنشير إلى بعض من ذلك:
1. قال أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري: كنت في الحبس أنا وجماعة إذ دخل علينا أبو محمد العسكري وأخوه جعفر فخففنا له ـ أسرعنا إلى خدمته ـ وحففنا به، وكان معنا في الحبس رجل جُمَحي (خ ل: أعجمي) يدّعي انّه علوي، فالتفت الإمام أبو محمد فقال: «لولا انّ فيكم من ليس منكم لأعلمتكم متى يفرج عنكم» وأومأ (عليه السلام) إلى الجمحي أن يخرج فخرج فقال الإمام (عليه السلام): «هذا ليس منكم فاحذروه، فإنّ في ثيابه قصة (تقريراً) قد كتبها إلى السلطان يخبره فيها بما تقولون فيه».
فقام بعضهم ففتّش ثيابه، فوجد القصة والتقرير يذكرنا فيها بكلّ عظيمة!(1)، تدلّ هذه القضية على أنّ الإمام وشيعته مراقبون حتى وهم في السجن.
2. وقال أحمد بن إسحاق أحد أصحاب الإمام: دخلت على أبي محمد (عليه السلام) فسألته أن يكتب لي لأنظر إلى خطه فأعرفه إذا ورد (ولكي لا يتمكن الأعداء من تزويره).
قال (عليه السلام): «إنّ الخط سيختلف عليك من بين القلم الغليظ إلى القلم الدقيق فلا تشكّنّ»(2).
3. وقال أحد أصحاب الإمام: اجتمعنا بالعسكر (سامراء) وترصّدنا لأبي محمد العسكري (عليه السلام) يوم ركوبه فخرج توقيعه: «ألا لا يسلمن عليّ أحد، ولا يشير إليّ بيده، ولا يومئ أحدكم، فإنّكم لا تؤمنون على أنفسكم»(3).
4. وقال عبد العزيز البلخي: أصبحت يوماً وجلست في شارع سوق الغنم فإذا أنا بأبي محمد العسكري (عليه السلام) قد أقبل يريد باب العامة بسامراء، فقلت في نفسي تراني إن صحت يا أيها الناس هذا حجة اللّه عليكم فاعرفوه يقتلوني، فلمّا دنا مني ونظرت إليه أومأ إليّ باصبعه السبابة ووضعها على فيه أن اسكت، فأسرعت إليه حتى قبّلت رجله، فقال لي:«أما إنّك لو أذعت لهلكت» ورأيته تلك الليلة يقول: «إنّما هو الكتمان أو القتل، فأبقوا على أنفسكم»(4)،(5).
لا يوجد تعليق