الجواب الاجمالي:
تدلّ الآیة على عصمة أمیر المؤمنین علیه السّلام؛ لوصفها له بالصدق- أی فی الأعمال والأقوال- فإذا أفادت الآیة عصمة أمیر المؤمنین علیه السّلام، ثبتت
إمامته؛ لأنّ العصمة شرط الإمامة، ولا عصمة لغیره من الصحابة بالإجماع؛ مع
أنّ الأمر باتّباع الأمّة لشخص على الإطلاق، ظاهر فی إمامته لهم
الجواب التفصيلي:
«یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وکُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ» «سورة التوبة/ الآیة 119»
إنّ الآیة أعلاه تسمّى ب «آیة الصادقین»، وهی إحدى الآیات المتعلقة بمسألة الولایة والإمامة الواردة فی شأن الإمام علیّ والأئمّة الأحد عشر من أولاده المعصومین علیهم السلام بدلیل:
1) روى الجمهور، أنّها نزلت فی علیّ[1]
2) نرى فی هذه الآیة الشریفة أن اللَّه تعالى یخاطب المؤمنین والمسلمین ویأمرهم بأمرین:
الأوّل: أن یلتزموا بتقوى اللَّه تعالى والتی تعدُّ أهم رأس مال المؤمن ومیزان القرب من اللَّه تعالى، وکلّما ازدادت حالة التقوى فی السالک إلى اللَّه فإنه سیکون أقرب إلى اللَّه تعالى، وکلّما قلّ منسوب التقوى فی الإنسان کان ذلک علامة على ابتعاده من اللَّه تعالى حیث نقرأ فی الآیة 13 من سورة الحجرات:
«یا أَیُّهَا النَّاسُ إنَّا خَلَقْناکُمْ مِنْ ذَکَرٍ وَانْثى وَجَعَلْناکُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إنَّ أَکْرَمَکُمْ عِنْدَ اللَّهِ اتْقاکُمْ إنَّ اللَّهَ عَلیمٌ خَبِیرٌ».
الثانی: هو أن اللَّه تعالى یأمر المؤمنین فی هذه الآیة الشریفة أن یکونوا مع الصادقین.
من هم الصادقین؟
هل أن المراد من «الصادقین» فی هذه الآیة الشریفة، والذین أمر اللَّه تعالى المسلمین باتباعهم هم أشخاص معیّنون، أو أن المراد هو المعنى اللغوی لهذه الکلمة، أی أن یتبع الإنسان کلُّ شخص صادق؟
نحن نرى أن المراد من «الصادقین» فی هذه الآیة الشریفة لیس کلُّ إنسان صادق بل أفرادٌ مخصوصون، والشاهد على ذلک وجود قرینتین فی هذه الآیة:
1- أنه لو کان المراد من کلمة «الصادقین» هو المعنى العام لا الخاصّ فیجب أن یقول «کونوا من الصادقین» لا «مع الصادقین» لأن الواجب على جمیع المسلمین أن یکونوا صادقین لا مجرد أن یکونوا مع الصادقین، وعلى هذا الأساس یتّضح من وجوب اتباع الصادقین والکون معهم أن المراد بهم هم أشخاص معیّنون بحیث یجب على المسلمین إتباع هؤلاء الأشخاص.
2- والشاهد الآخر على هذا المعنى أن ظاهر الآیة یدلّ على أن إتباع هؤلاء غیر مقیّد بقیود أو شروط، وعلیه فإنّ إطلاق وجوب إتباعهم یدلُّ على ضرورة أن یکون هؤلاء الصادقون معصومین ومصونین من الخطأ والإشتباه والزلل لأنه لولم یکونوا کذلک فلا یصحّ للمسلمین إتباعهم مطلقاً بل علیهم الإبتعاد عنهم فی حالات الزیغ والخطأ والمعصیة[2]
وعلى هذا الأساس فبما أن وجوب اتباع «الصادقین» ورد بصورة مطلقة لزم أن یکون هؤلاء الصادقین أشخاصاً معینین ومعصومین من الخطأ والذنب لیتسنّى للآخرین اتباعهم بصورة مطلقة.
فتدلّ الآیة على عصمة أمیر المؤمنین علیه السّلام؛ لوصفها له بالصدق- أی فی الأعمال والأقوال- فإذا أفادت الآیة عصمة أمیر المؤمنین علیه السّلام، ثبتت إمامته؛ لأنّ العصمة شرط الإمامة، ولا عصمة لغیره من الصحابة بالإجماع؛ مع أنّ الأمر باتّباع الأمّة لشخص على الإطلاق، ظاهر فی إمامته لهم.
و قد تنبّه الرازی لدلالة الآیة الکریمة على وجود المعصوم بکلّ وقت، إلّا أنّه زعم أنّ المعصوم هو مجموع الأمّة، أی مجموع علمائها وأهل الحلّ والعقد، فتدلّ الآیة على حجّیّة الإجماع[3]
و فیه- مع عدم تیسّر تحصیل الإجماع فی کلّ وقت، أو امتناعه فلا یوجد حتّى یأمر باتّباعه-:
إن المجموع بما هو مجموع لا یوصف بالصادق؛ ولو سلّم، فالمجموع من حیث هو مجموع لیس ممّن یعقل، فلا یجمع وصفه جمع المذکّر السالم؛ ولو سلّم جوازه- ولو مسامحة، بلحاظ أنّ أجزاء المجموع، وهی الأفراد، ممّن یعقل- فلا ریب أنّ إرادة المجموعات خلاف الظاهر؛ فإنّ المنصرف من الصَّادِقِینَ هو الأفراد لا المجموعات، فتدلّ الآیة على وجوب الکون مع الأفراد الصادقین المعصومین واتّباعهم فی کلّ وقت، وهو المطلوب.
و ممّا ذکرنا یعلم بطلان حمل الصَّادِقِینَ على مطلق المهاجرین والأنصار، أو خصوص الثلاثة الّذین تخلّفوا فی غزوة تبوک، کما ذهب إلى کلّ منهما بعض المفسّرین؛ وذلک لعدم عصمة هؤلاء[4]
هذا، والظاهر أنّ المخاطب بالاتّباع فی الآیة ، هو جمیع المؤمنین بکلّ زمان، لا خصوص الصحابة؛ فیدلّ على وجود معصوم واجب الاتّباع بکلّ وقت، فکان هو محمّدا صلّى اللّه علیه وآله وسلم فی وقته، وعلیّا فی وقته، والأئمّة الطاهرین من آلهما بعدهما، کما یقتضیه- أیضا- کون الصَّادِقِینَ صیغة جمع[5]
إنّ الآیة أعلاه تسمّى ب «آیة الصادقین»، وهی إحدى الآیات المتعلقة بمسألة الولایة والإمامة الواردة فی شأن الإمام علیّ والأئمّة الأحد عشر من أولاده المعصومین علیهم السلام بدلیل:
1) روى الجمهور، أنّها نزلت فی علیّ[1]
2) نرى فی هذه الآیة الشریفة أن اللَّه تعالى یخاطب المؤمنین والمسلمین ویأمرهم بأمرین:
الأوّل: أن یلتزموا بتقوى اللَّه تعالى والتی تعدُّ أهم رأس مال المؤمن ومیزان القرب من اللَّه تعالى، وکلّما ازدادت حالة التقوى فی السالک إلى اللَّه فإنه سیکون أقرب إلى اللَّه تعالى، وکلّما قلّ منسوب التقوى فی الإنسان کان ذلک علامة على ابتعاده من اللَّه تعالى حیث نقرأ فی الآیة 13 من سورة الحجرات:
«یا أَیُّهَا النَّاسُ إنَّا خَلَقْناکُمْ مِنْ ذَکَرٍ وَانْثى وَجَعَلْناکُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إنَّ أَکْرَمَکُمْ عِنْدَ اللَّهِ اتْقاکُمْ إنَّ اللَّهَ عَلیمٌ خَبِیرٌ».
الثانی: هو أن اللَّه تعالى یأمر المؤمنین فی هذه الآیة الشریفة أن یکونوا مع الصادقین.
من هم الصادقین؟
هل أن المراد من «الصادقین» فی هذه الآیة الشریفة، والذین أمر اللَّه تعالى المسلمین باتباعهم هم أشخاص معیّنون، أو أن المراد هو المعنى اللغوی لهذه الکلمة، أی أن یتبع الإنسان کلُّ شخص صادق؟
نحن نرى أن المراد من «الصادقین» فی هذه الآیة الشریفة لیس کلُّ إنسان صادق بل أفرادٌ مخصوصون، والشاهد على ذلک وجود قرینتین فی هذه الآیة:
1- أنه لو کان المراد من کلمة «الصادقین» هو المعنى العام لا الخاصّ فیجب أن یقول «کونوا من الصادقین» لا «مع الصادقین» لأن الواجب على جمیع المسلمین أن یکونوا صادقین لا مجرد أن یکونوا مع الصادقین، وعلى هذا الأساس یتّضح من وجوب اتباع الصادقین والکون معهم أن المراد بهم هم أشخاص معیّنون بحیث یجب على المسلمین إتباع هؤلاء الأشخاص.
2- والشاهد الآخر على هذا المعنى أن ظاهر الآیة یدلّ على أن إتباع هؤلاء غیر مقیّد بقیود أو شروط، وعلیه فإنّ إطلاق وجوب إتباعهم یدلُّ على ضرورة أن یکون هؤلاء الصادقون معصومین ومصونین من الخطأ والإشتباه والزلل لأنه لولم یکونوا کذلک فلا یصحّ للمسلمین إتباعهم مطلقاً بل علیهم الإبتعاد عنهم فی حالات الزیغ والخطأ والمعصیة[2]
وعلى هذا الأساس فبما أن وجوب اتباع «الصادقین» ورد بصورة مطلقة لزم أن یکون هؤلاء الصادقین أشخاصاً معینین ومعصومین من الخطأ والذنب لیتسنّى للآخرین اتباعهم بصورة مطلقة.
فتدلّ الآیة على عصمة أمیر المؤمنین علیه السّلام؛ لوصفها له بالصدق- أی فی الأعمال والأقوال- فإذا أفادت الآیة عصمة أمیر المؤمنین علیه السّلام، ثبتت إمامته؛ لأنّ العصمة شرط الإمامة، ولا عصمة لغیره من الصحابة بالإجماع؛ مع أنّ الأمر باتّباع الأمّة لشخص على الإطلاق، ظاهر فی إمامته لهم.
و قد تنبّه الرازی لدلالة الآیة الکریمة على وجود المعصوم بکلّ وقت، إلّا أنّه زعم أنّ المعصوم هو مجموع الأمّة، أی مجموع علمائها وأهل الحلّ والعقد، فتدلّ الآیة على حجّیّة الإجماع[3]
و فیه- مع عدم تیسّر تحصیل الإجماع فی کلّ وقت، أو امتناعه فلا یوجد حتّى یأمر باتّباعه-:
إن المجموع بما هو مجموع لا یوصف بالصادق؛ ولو سلّم، فالمجموع من حیث هو مجموع لیس ممّن یعقل، فلا یجمع وصفه جمع المذکّر السالم؛ ولو سلّم جوازه- ولو مسامحة، بلحاظ أنّ أجزاء المجموع، وهی الأفراد، ممّن یعقل- فلا ریب أنّ إرادة المجموعات خلاف الظاهر؛ فإنّ المنصرف من الصَّادِقِینَ هو الأفراد لا المجموعات، فتدلّ الآیة على وجوب الکون مع الأفراد الصادقین المعصومین واتّباعهم فی کلّ وقت، وهو المطلوب.
و ممّا ذکرنا یعلم بطلان حمل الصَّادِقِینَ على مطلق المهاجرین والأنصار، أو خصوص الثلاثة الّذین تخلّفوا فی غزوة تبوک، کما ذهب إلى کلّ منهما بعض المفسّرین؛ وذلک لعدم عصمة هؤلاء[4]
هذا، والظاهر أنّ المخاطب بالاتّباع فی الآیة ، هو جمیع المؤمنین بکلّ زمان، لا خصوص الصحابة؛ فیدلّ على وجود معصوم واجب الاتّباع بکلّ وقت، فکان هو محمّدا صلّى اللّه علیه وآله وسلم فی وقته، وعلیّا فی وقته، والأئمّة الطاهرین من آلهما بعدهما، کما یقتضیه- أیضا- کون الصَّادِقِینَ صیغة جمع[5]
لا يوجد تعليق