الجواب الاجمالي:
إن زیارةُ قبور المؤمنین من الأُصول الإسلامیة التی تنطوی على آثار تربویّة فی نفس زائریها، لأنّ مشاهدة تلک الدیار الصامتة التی یرقد فیها أُناس کانوا قبل ذلک یعیشون فی الدنیا، جدیرة بأن تهزَّ الضمیر، وتوقظ القلوب، وتنبّه الغافلین، وتکون درس عبرة لا ینسى
الجواب التفصيلي:
تُعتبر زیارةُ قبور المؤمنین، وبخاصّة قبور الأقرباء والأبناء منهم، من الأُصول الإسلامیة التی تنطوی على آثار تربویّة فی نفس زائریها، وذلک لأنّ مشاهدة تلک الدیار الصامتة التی یرقد فیها أُناس کانوا قبل ذلک یعیشون فی الدنیا، ویقومون بمختلف النشاطات، ولکنّهم أصبحوا بعد حین أجداثاً خامدة، وجثثاً هامدة، جدیرة بأن تهزَّ الضمیر، وتوقظ القلوب، وتنبّه الغافلین، وتکون درس عبرة لا ینسى.
فإنّ من یشاهد هذا المنظر سیحدّث نفسه قائلًا: وما قیمة هذه الحیاة الدنیا التی سرعان ما تنتهی، وتکون مآلُها موت الإنسان ورقوده تحت التراب؟
هل یستحق العیش فی مثل هذه الدنیا الفانیة أن یقوم فیها الإنسانُ من أجله بأعمالٍ ظالمة، وممارسات فاسدةٍ؟
إنّ هذا التساؤل الذی یواجهه ضمیرُ الإنسان المفکّر فی مصیر البشر، سیدفع به إلى إعادة النظر فی سلوکه وممارساته، وسیؤدِّی ذلک إلى حصول تحوّلٍ کبیرٍ فی روحه ونفسه.
و قد أشارَ رسولُ اللَّه صلى الله علیه وآله وسلم إلى هذا الأثر الهامّ، إذ قال فیحدیث شریف: «زُورُوا القبورَ فإنّها تذَکِّرُکُم بِالآخِرَةِ»[1]
ثم إنّه مُضافاً إلى هذا تُعتبر زیارةُ مراقد أئمة الدین وقادته نوعاً من الترویج للقیم الدینیّة، والمعنویّة، کما أنّ إعتناءَ الناس بمراقد أُولئک الشخصیّات سیُقوّی لدیهم الفکرة التالیة، وهی أنّ الحالة المعنویة التی کانت تلک الشخصیات تتمتّع بها هی التی جذبت قلوب الناس إلیهم، وهی التی رفعتهم إلى تلک المنزلة العظیمة التی حازوا بها احترام الناس وتکریمهم لهم، إذ رُبّ رجال من أصحاب السلطان والقوّة یرقدون تحت التراب دون أن یحظوا بمثل هذه العنایة والاحترام من قِبَل الناس.
ولقد کانَ رسول اللَّه صلى الله علیه وآله وسلم یذهبُ فی أُخریات حیاته إلى البقیع، ویستَغْفر لأصحاب القبور، ویقول: «أَمَرَنی رَبّی أنْ آتی البَقیعَ وأستَغْفِرَ لَهمْ» ثم قالَ: إذا زُرْتُمُوهُمْ فقولوا:
«السلامُ على أهْلِ الدّیارِ مِنِ المُؤمِنِین والمُسْلِمین یَرحَمُ اللَّهُ المُسْتقدِمِینَ مِنّا والمُسْتَأخِرِین، وإنّا إنْ شاءَ اللَّه بکم لاحِقُون»[2].[3]
فإنّ من یشاهد هذا المنظر سیحدّث نفسه قائلًا: وما قیمة هذه الحیاة الدنیا التی سرعان ما تنتهی، وتکون مآلُها موت الإنسان ورقوده تحت التراب؟
هل یستحق العیش فی مثل هذه الدنیا الفانیة أن یقوم فیها الإنسانُ من أجله بأعمالٍ ظالمة، وممارسات فاسدةٍ؟
إنّ هذا التساؤل الذی یواجهه ضمیرُ الإنسان المفکّر فی مصیر البشر، سیدفع به إلى إعادة النظر فی سلوکه وممارساته، وسیؤدِّی ذلک إلى حصول تحوّلٍ کبیرٍ فی روحه ونفسه.
و قد أشارَ رسولُ اللَّه صلى الله علیه وآله وسلم إلى هذا الأثر الهامّ، إذ قال فیحدیث شریف: «زُورُوا القبورَ فإنّها تذَکِّرُکُم بِالآخِرَةِ»[1]
ثم إنّه مُضافاً إلى هذا تُعتبر زیارةُ مراقد أئمة الدین وقادته نوعاً من الترویج للقیم الدینیّة، والمعنویّة، کما أنّ إعتناءَ الناس بمراقد أُولئک الشخصیّات سیُقوّی لدیهم الفکرة التالیة، وهی أنّ الحالة المعنویة التی کانت تلک الشخصیات تتمتّع بها هی التی جذبت قلوب الناس إلیهم، وهی التی رفعتهم إلى تلک المنزلة العظیمة التی حازوا بها احترام الناس وتکریمهم لهم، إذ رُبّ رجال من أصحاب السلطان والقوّة یرقدون تحت التراب دون أن یحظوا بمثل هذه العنایة والاحترام من قِبَل الناس.
ولقد کانَ رسول اللَّه صلى الله علیه وآله وسلم یذهبُ فی أُخریات حیاته إلى البقیع، ویستَغْفر لأصحاب القبور، ویقول: «أَمَرَنی رَبّی أنْ آتی البَقیعَ وأستَغْفِرَ لَهمْ» ثم قالَ: إذا زُرْتُمُوهُمْ فقولوا:
«السلامُ على أهْلِ الدّیارِ مِنِ المُؤمِنِین والمُسْلِمین یَرحَمُ اللَّهُ المُسْتقدِمِینَ مِنّا والمُسْتَأخِرِین، وإنّا إنْ شاءَ اللَّه بکم لاحِقُون»[2].[3]
لا يوجد تعليق