الجواب الاجمالي:
الجواب التفصيلي:
يقول الطبري إنّ معاوية قد عسكر بعد الصلح في النخيلة وجماعة من الخوارج قد خرجوا عليه ودخلوا الكوفة، فبعث إليهم فرقة عسكرية من الشاميين، فقضى الخوارج عليهم، فأمر معاوية أهل الكوفة بالقضاء عليهم ومحاربتهم وإلاّ يسلبهم الأمان(1).
وهكذا أصبح العراقيون الذين تثاقلوا عن القتال بجانب أمير المؤمنين والحسن بن علي مرغمين على قتال الخوارج في جيش معاوية الذي كان عدواً لهم جميعاً. وقد دلّ هذا على أنّ السلام والاستقرار اللّذين كانوا يأملون في الحصول عليهما في ظل حكم معاوية أصبح أمراً مستحيلاً.
مضافاً إلى ذلك اتّبع معاوية سياسة لا إنسانية وتدميرية شاملة بالنسبة إلى العراقيين يمكن أن نسمّيها سياسة الإرهاب والتجويع، فكان تارة يضطهدهم وينكل بهم، وأُخرى يحرمهم من حقوقهم وامتيازاتهم وكتب ابن أبي الحديد العالم السنّي الشهير: قتلت الشيعة بكلّ بلدة، وقطع بنو أمية أرجلهم وأيديهم على الظنّة، وكان كلّ من يذكر ويعرف بحب أهل البيت والانقطاع إليهم سجن أو نهب ماله أو هدمت داره، وقد بلغ الاضطهاد حدّاً جعل الرجل يقال له زنديق أو كافر أحب إليه أن يقال من شيعة علي، و كان أشد الناسبلاء حينئذ أهل الكوفة لكثرة من بها من شيعة علي ـ عليه السَّلام ـ، فاستعمل معاوية عليهم زياد بن سمية وضم إليه البصرة، فكان يتتبع الشيعة وهو بهم عارف، لأنّه كان منهم أيّام علي ـ عليه السَّلام ـ، فقتلهم تحت كلّ حجر ومدر، وأخافهم وقطع الأيدي والأرجل وسمل العيون وصلبهم على جذوع النخل، وطردهم وشردهم عن العراق، فلم يبق بها معروف منهم.
وكما أسلفنا كان أهل العراق لا سيما الكوفيون أشد نكبة وبلاءً من غيرهم، حتى أنّ الرجل من شيعة علي ـ عليه السَّلام ـ ليأتيه من يثق به فيدخل بيته، فيلقي إليه سرّه ويخاف من خادمه ومملوكه ولا يحدثه حتى يأخذ عليه الأيمان المغلّظة ليكتمن عليه.
وكتب معاوية إلى عماله في جميع الآفاق: ألاّ يجيزوا لأحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة، ثمّ كتب إلى عماله نسخة واحدة إلى جميع البلدان:
انظروا من قامت عليه البيّنة انّه يحب علياً وأهل بيته، فامحوه من الديوان وأسقطوا رزقه وعطاءه.
وقد استخلف زياد الذي ولي الكوفة ستة أشهر والبصرة كذلك تناوباً سمرة بن جندب على البصرة في غيابه فقتل ثمانية آلاف من الناس، فقال له زياد: هل تخاف أن تكون قتلت بريئاً؟ فرد عليه قائلاً: لو قتلت إليهم مثلهم ما خشيت.
وقال أبو سوار العدوي: قتل سمرة من قومي في غداة سبعة وأربعين رجلاً قد جمع القرآن(2)،(3).
لا يوجد تعليق