الجواب الاجمالي:
لـقـد ابـدى المفسرون القدماء وجهات نظر مختلفة في صدد بيان حقيقة السقف السماوي المحفوظ، فـتـارة يـذهبون الى: انه محفوظ من نفوذ الشياطين، وتارة: انه محفوظ من السقوط على الارض، وتارة: انه محفوظ من الانهدام بالرغم من تقادم الزمن.
وعندما وجد علم الهيئة الجديد اثبت ان الكواكب باجمعها تسبح في الفضاء اللامتناهي، وانه لا يوجد سـقـف اساساً اصبح مفهوم هذه الاية اكثر تعقيداً بالنسبة لبعض المفسرين، حتى لجأ الى القول: ان معناها هو ان السما كالسقف المحفوظ الذي يحول دون حدوث اي اختلال في نظام الوجود.
الجواب التفصيلي:
لمّا کان إستقرار الأرض لا یکفی لوحده لإستقرار حیاة الإنسان، بل یجب أن یکون آمناً ممّا فوقه، فإنّ الله تعالى یقول فی الآیة 32 من سورة الأنبیاء: (وجعلنا السّماء سقفاً محفوظاً وهم عن آیاتها معرضون)(1)
المراد من السّماء هنا ـ کما قلنا سابقاً ـ هو الجوّ الذی یحیط بالأرض دائماً، وتبلغ ضخامته مئات الکیلومترات کما توصّل إلیه العلماء.
وهذه الطبقة رقیقة ظاهراً، وتتکوّن من الهواء والغازات، وهی محکمة ومنیعة إلى الحدّ الذی لا ینفذ جسم من خارجها إلى الأرض إلاّ ویفنى ویتحطّم، فهی تحفظ الکرة الأرضیة من سقوط الشهب والنیازک «لیل نهار» التی تعتبر أشدّ خطراً حتى من القذائف والصواریخ الحربیة.
إضافةً إلى أنّ هذا الغلاف الجوی یقوم بتصفیة أشعّة الشمس التی تحتوی على أشعّة قاتلة وتمنع من نفوذ تلک الأشعّة الکونیة القاتلة.
لا يوجد تعليق