الجواب الاجمالي:
إن خداع بعض أمراء جيش الإمام الحسن(عليه السلام) وإضعاف موقع الإمام (عليه السلام) من قبل المنافقين وعمال معاوية وتخاذل ووهن بعض أصحاب الإمام واعتزالهم القتال كانت من أهم الطرق التي استغلها معاوية آنذاك لتضعيف حكم الإمام المجتبى (عليه السلام)
الجواب التفصيلي:
سعى معاوية الى تضعيف حكومة الإمام الحسن (عليه السلام) من خلالال مؤامرات وبعض الممارسات. ويمكن اختصار هذه المؤامرات والممارسات في النقاط الآتية:
1. خداع بعض أمراء جيش الإمام الحسن (عليه السلام) من قبل معاوية
خطب الإمام الحسن (عليه السلام) بعد شهادة علي (عليه السلام) فعبأَ المسلمين لقتال العصاة من أهل الشام وجعل إمرة بعض جيشه لعبيد الله بن عباس، الذي قتل بسر بن أرطاة سفاح معاوية ولديه على عهد علي (عليه السلام)(1).
فلما علم بذلك معاوية كتب رسالة لعبيد الله بن عباس وطلب منه التخلي عن الإمام (عليه السلام) والإلتحاق به مقابل مليون درهم دفع له نصفها مقدماً فغرّر به فالتحق مع بعض جيشه ليلاً بمعاوية حيث افتقده جيشه صباحاً(2).
2. إضعاف موقع الإمام (عليه السلام) من قبل المنافقين وعملاء معاوية
تعرض للإمام (عليه السلام) طائفة من جيشه أثناء استعداده لمواجهة معاوية وانطلاقة بالجيش نحو ساحة القتال; وممّا لا شك فيه أنّ هذه الممارسات الأليمة وأمثالها والتي تختزن الصلة بالعناصر العميلة لمعاوية ومؤامراته سبب إضعاف معنويات الجيش وتشتت صفوفهم وبالتالي (كما سيأتي) أدّت إلى ذلك الصلح المفروض. وقد بلغ تغلغل عناصر معاوية في صفوف جيش الإمام الحسن (عليه السلام) درجة بحيث ذكر المؤرخون أنّ أحد جند الإمام هجم عليه بخنجره حين كان قائماً للصلاة(3). وأخرى سحب أحدهم السجادة من تحت رجليه(4).
وأخيراً كتب أحد كبار جيشه رسالة لمعاوية أنّه مستعد لتسليمه الإمام المجتبى (عليه السلام) أو قتله(5).
3. الصلح المفروض
أخذ جمع من صحب الإمام (عليه السلام) المتخاذلين يتحدثون صراحة عن اعتزال القتال، في الوقت الذي كان معاوية يجيش الجيوش ويعبئها لقتال الإمام الحسن (عليه السلام).
روى المؤرخ المعروف ابن الأثير في كتابه «أسد الغابة» أنّ الإمام الحسن (عليه السلام) خطب الناس ودعاهم لجهاد معاوية، وسألهم: ما تقولون؟ إن كنتم تريدون الشهادة فسلوا سيوفكم وإن أردتم الحياة والبقية فقولوا ذلك صراحة. فأجابه العديد منهم: «البَقِيَّة البَقِيَّة»(6). وأشار (عليه السلام) في هذه الخطبة إلى اختلاف معنوياتهم حين خاضوا معركة صفين عما هي عليه الآن وقال:
«وَكُنْتُم في مُنَتَدَبِكُمْ إلى صِفّينْ وَدِينَكُم أمامَ دُنْياكُمْ فأصْبَحتُم اليومَ دُنَياكُم أمامَ دِينَكُم»(7).
على كل حال ففي ظل هذه الظروف التي شعر فيها الإمام (عليه السلام) بالغربة والوحدة ولم يبقَ معه سوى ثلة من أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخاصة أصحابه فعقد الصلح مع معاوية(8).
وذكر الشيخ المفيد (رحمه الله) في الإرشاد أنّه لم يكن أمام الإمام الحسن (عليه السلام) سوى الصلح فليس لأصحابه من بصيرة كاملة بالإمام ولا يلتزمون بعهودهم وكان أغلبهم يبيح دم الإمام ومستعد لتسليمه للعدو، كما تركه ابن عمّه والتحق بمعاوية (وزبدة القول): «ميل الجمهور منهم إلى العاجلة، وزهدهم في الآجلة»(9).
فالواقع كان الإمام الحسن (عليه السلام) أمام مفترق طرق، فإمّا أن يخوض الحرب التي لا يؤمل فيها نصر، فيضحي بأهل بيته وخاصة أصحابه دون أدنى نتيجة لصالح الإسلام; لأنّ معاوية كان يحمّل الإمام (عليه السلام) بحيله مسؤولية القتال، وكانت الأمّة تتأثر بألاعيب معاوية، وإمّا أن يصالح لحفظ المصالح الإسلامية ليكشف اللثام عن الوجه القبيح لمعاوية، فيكشف للأمّة باطن الحكومة الأموية ويثبت لها عدم التزامه بالعهود الدينية والسنة النبوية. وعلى ضوء الصلح إثر مؤامرات معاوية وغدر وضعف الأصحاب يفوض الإمام المجتبى (عليه السلام) الخلافة بعد سبعة أشهر(10) إلى معاوية ليتحقق الهدف الثاني.
وأخيراً فإنّ مؤامرات العدو ووهن صحب الإمام (عليه السلام) ونفوذ المنافقين في الجيش الإسلامي دعت لذلك الصلح وتسليم الأمور لمعاوية، وهكذا تحولت الجبهة الأموية إلى قوّة مطلقة إثر تنامي شوكة معاوية وتفرده رسمياً بالخلافة، ومنذ ذلك الوقت أخذت العودة إلى الجاهلية وإسقاط القيم السماوية والسنة النبوية تتسارع وتتسع في المجتمع آنذاك(11).
1. خداع بعض أمراء جيش الإمام الحسن (عليه السلام) من قبل معاوية
خطب الإمام الحسن (عليه السلام) بعد شهادة علي (عليه السلام) فعبأَ المسلمين لقتال العصاة من أهل الشام وجعل إمرة بعض جيشه لعبيد الله بن عباس، الذي قتل بسر بن أرطاة سفاح معاوية ولديه على عهد علي (عليه السلام)(1).
فلما علم بذلك معاوية كتب رسالة لعبيد الله بن عباس وطلب منه التخلي عن الإمام (عليه السلام) والإلتحاق به مقابل مليون درهم دفع له نصفها مقدماً فغرّر به فالتحق مع بعض جيشه ليلاً بمعاوية حيث افتقده جيشه صباحاً(2).
2. إضعاف موقع الإمام (عليه السلام) من قبل المنافقين وعملاء معاوية
تعرض للإمام (عليه السلام) طائفة من جيشه أثناء استعداده لمواجهة معاوية وانطلاقة بالجيش نحو ساحة القتال; وممّا لا شك فيه أنّ هذه الممارسات الأليمة وأمثالها والتي تختزن الصلة بالعناصر العميلة لمعاوية ومؤامراته سبب إضعاف معنويات الجيش وتشتت صفوفهم وبالتالي (كما سيأتي) أدّت إلى ذلك الصلح المفروض. وقد بلغ تغلغل عناصر معاوية في صفوف جيش الإمام الحسن (عليه السلام) درجة بحيث ذكر المؤرخون أنّ أحد جند الإمام هجم عليه بخنجره حين كان قائماً للصلاة(3). وأخرى سحب أحدهم السجادة من تحت رجليه(4).
وأخيراً كتب أحد كبار جيشه رسالة لمعاوية أنّه مستعد لتسليمه الإمام المجتبى (عليه السلام) أو قتله(5).
3. الصلح المفروض
أخذ جمع من صحب الإمام (عليه السلام) المتخاذلين يتحدثون صراحة عن اعتزال القتال، في الوقت الذي كان معاوية يجيش الجيوش ويعبئها لقتال الإمام الحسن (عليه السلام).
روى المؤرخ المعروف ابن الأثير في كتابه «أسد الغابة» أنّ الإمام الحسن (عليه السلام) خطب الناس ودعاهم لجهاد معاوية، وسألهم: ما تقولون؟ إن كنتم تريدون الشهادة فسلوا سيوفكم وإن أردتم الحياة والبقية فقولوا ذلك صراحة. فأجابه العديد منهم: «البَقِيَّة البَقِيَّة»(6). وأشار (عليه السلام) في هذه الخطبة إلى اختلاف معنوياتهم حين خاضوا معركة صفين عما هي عليه الآن وقال:
«وَكُنْتُم في مُنَتَدَبِكُمْ إلى صِفّينْ وَدِينَكُم أمامَ دُنْياكُمْ فأصْبَحتُم اليومَ دُنَياكُم أمامَ دِينَكُم»(7).
على كل حال ففي ظل هذه الظروف التي شعر فيها الإمام (عليه السلام) بالغربة والوحدة ولم يبقَ معه سوى ثلة من أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخاصة أصحابه فعقد الصلح مع معاوية(8).
وذكر الشيخ المفيد (رحمه الله) في الإرشاد أنّه لم يكن أمام الإمام الحسن (عليه السلام) سوى الصلح فليس لأصحابه من بصيرة كاملة بالإمام ولا يلتزمون بعهودهم وكان أغلبهم يبيح دم الإمام ومستعد لتسليمه للعدو، كما تركه ابن عمّه والتحق بمعاوية (وزبدة القول): «ميل الجمهور منهم إلى العاجلة، وزهدهم في الآجلة»(9).
فالواقع كان الإمام الحسن (عليه السلام) أمام مفترق طرق، فإمّا أن يخوض الحرب التي لا يؤمل فيها نصر، فيضحي بأهل بيته وخاصة أصحابه دون أدنى نتيجة لصالح الإسلام; لأنّ معاوية كان يحمّل الإمام (عليه السلام) بحيله مسؤولية القتال، وكانت الأمّة تتأثر بألاعيب معاوية، وإمّا أن يصالح لحفظ المصالح الإسلامية ليكشف اللثام عن الوجه القبيح لمعاوية، فيكشف للأمّة باطن الحكومة الأموية ويثبت لها عدم التزامه بالعهود الدينية والسنة النبوية. وعلى ضوء الصلح إثر مؤامرات معاوية وغدر وضعف الأصحاب يفوض الإمام المجتبى (عليه السلام) الخلافة بعد سبعة أشهر(10) إلى معاوية ليتحقق الهدف الثاني.
وأخيراً فإنّ مؤامرات العدو ووهن صحب الإمام (عليه السلام) ونفوذ المنافقين في الجيش الإسلامي دعت لذلك الصلح وتسليم الأمور لمعاوية، وهكذا تحولت الجبهة الأموية إلى قوّة مطلقة إثر تنامي شوكة معاوية وتفرده رسمياً بالخلافة، ومنذ ذلك الوقت أخذت العودة إلى الجاهلية وإسقاط القيم السماوية والسنة النبوية تتسارع وتتسع في المجتمع آنذاك(11).
لا يوجد تعليق