الجواب الاجمالي:
الجواب التفصيلي:
نقرأ في الآية 12 من سورة «الحاقة» قوله تعالى: (وَتَعِیَها أُذُنٌ واعِیَة).
«تعيها» من مادّة(وعى) على وزن (سعى) يقول (الراغب) في المفردات، و(ابن منظور) في لسان العرب: إنّها في الأصل بمعنى الإحتفاظ بشيء معيّن في القلب، ومن هنا قيل للإناء (وعاء) لأنّه يحفظ الشيء الذي يوضع فيه، وقد ذكرت هذه الصفة (الوعي) للآذان في الآيات مورد البحث، وذلك بلحاظ أنّها تسمع الحقائق وتحتفظ بها.
والإنسان تارةً يسمع كلاماً إلاّ أنّه كأن لم يسمعه، وفي التعبير السائد: يسمع باُذن ويخرجه من الاُخرى.
وتارةً اُخرى يسمع الكلام ويفكّر فيه ويتأمّله. ويجعل ما فيه خير في قلبه، ويعتبر الإيجابي منه مناراً يسير عليه في طريق حياته ... وهذا ما يعبّر عنه بـ(الوعي).
جاء في كثير من الكتب الإسلامية المعروفة ـ أعمّ من كتب التّفسير والحديث ـ أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال عند نزول الآية أعلاه (وتعيها اُذن واعية): «سألت ربّي أن يجعلها اُذن علي»، وبعد ذلك كان يقول الإمام علي (عليه السلام): ما سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللّهِ (صلى الله علیه وآله) شَیْئاً قَطُّ فَنَسِیْتُهُ إِلاّ وحَفِظْتُهُ.
ونقل في(غاية المرام) ستّة عشر حديثاً في هذا المجال عن طريق الشيعة وأهل السنّة، كما ينقل (المحدّث البحراني) أيضاً في تفسير (البرهان) عن محمّد بن عبّاس ثلاثين حديثاً في هذا المجال نقلت عن طريق العامّة والخاصّة. وهذه فضيلة عظيمة لقائد الإسلام العظيم الإمام علي (عليه السلام) حيث يكون موضع أسرار الرّسول، ووارث علمه (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولهذا السبب فإنّ الجميع كانوا يرجعون إليه ـ الموافق له والمخالف ـ بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وذلك عندما يواجهون المشاكل الإجتماعية والعلمية المختلفة، ويطلبون منه التدخّل في حلّها، كما تحدّثنا بذلك كتب التواريخ بشكل تفصيلي(1).
لا يوجد تعليق