الجواب الاجمالي:
الجواب التفصيلي:
محمد بن عبد الوهاب بن سلیمان بن سلیمان بن علی بن أحمد بن راشد بن یزید بن مشرف النجدی، الحنبلی الوهّابی الذی تنسب إلیه الطائفة الوهّابیّة، لقد ولد سنة (1111 ه) و توفی سنة (1207 ه).
کان فی ابتداء أمره من طلبة العلم، یتردّد على مکة و المدینة لأخذه من علمائها.
و ممن أخذ عنه فی المدینة: الشیخ محمد بن سلیمان الکردی، و الشیخ محمد حیاة السندی، و کان الشیخان المذکوران و غیرهما من المشایخ الّذین أخذ عنهم یتفرّسون فیه الغوایة و الإلحاد، و یقولون:
«سیضل الله تعالى هذا، و یضل به من اشقاه من عباده» فکان الأمر کذلک، و کذا کان أبوه عبد الوهّاب، یتفرّس فیه الإلحاد، و یحذّر الناس منه، و کذلک أخوه الشیخ سلیمان[1]
قال محمود شکری الألوسی فی کتاب تاریخ نجد: ان ابن عبد الوهاب نشأ فی بلد العیینة من بلاد نجد فقرأ على أبیه الفقه على مذهب أحمد بن حنبل و کان من صغره یتکلم بکلمات لا یعرفها المسلمون و ینکر علیهم أکثر الذی اتفقوا على فعله لکنه لم یساعده على ذلک أحد فسافر من العیینة إلى مکة المشرفة ثم إلى المدینة فأخذ عن الشیخ عبد اللّه بن إبراهیم بن سیف و شدد النکیر على الاستغاثة بالنبی (ص) عند قبره ثم رحل الى نجد ثم إلى البصرة یرید الشام فلما ورد البصرة أقام فیها مدة و أخذ فیها عن الشیخ محمد المجموعی و أنکر على أهلها أشیاء کثیرة فأخرجوه منها فخرج هاربا ثم جاء بعد عدة تحولات إلى بلد حریملة من نجد و کان أبوه بها فلازمه و قرأ علیه و اظهر الإنکار على مسلمی نجد فی عقائدهم فنهاه أبوه فلم ینته حتى وقع بینهما نزاع و وقع بینه و بین المسلمین فی حریملة جدال کثیر فاقام على ذلک سنتین حتى توفی أبوه سنة 1153 فاجترأ على إظهار عقائده و الإنکار على المسلمین فیما اطبقوا علیه و تبعه حثالة من الناس الى ان غص أهل البلد من مقالاته و هموا بقتله فانتقل من حریملة إلى العیینة و رئیسها یومئذ عثمان بن أحمد بن معمر فاطمعه ابن عبد الوهاب فی ملک نجد فساعده عثمان و اعلن النکیر على المسلمین فتبعه بعض أهل العیینة و هدم قبة زید بن الخطاب التی عند الجبیلة فعظم امره و بلغ خبره سلیمان بن محمد بن عزیز الحمیدی صاحب الأحساء و القطیف و توابعها فارسل سلیمان کتابا إلى عثمان یأمره فیه بقتله و یهدده على المخالفة فلم تسعه مخالفته فأرسل إلیه و امره بالخروج عن مملکته فقال له ان نصرتنی ملکت نجدا فلم یسمع منه و خرج إلى الدرعیة سنة 1160 (و هی بلاد مسیلمة الکذاب) و صاحبها یومئذ محمد ابن سعود من قبیلة عنیزة فتوسل بامرأة الحاکم إلیه و اطعمه فی ملک بلاد نجد فتبعه و بایعه على قتال المسلمین فکتب إلى أهل نجد و رؤسائهم و قضاتهم یطلب الطاعة فاطاعه بعضهم و بعضهم لم یحفل به فأمر أهل الدرعیة بالقتال فأجابوه و قاتلوا معه أهل نجد و الأحساء مرارا کثیرة حتى دخل بعضهم فی طاعته طوعا او کرها و صارت امارة نجد جمیعها لآل سعود بالقهر و الغلبة و مات ابن عبد الوهاب سنة 1206 ثم مات محمد بن سعود فخلفه ولده عبد العزیز و قام بنصرة هذا المذهب و قاتل علیه و بلغت سرایاه و عماله اقصى بلاد نجد ثم مات عبد العزیز فخلفه ولده سعود و کان أشد من أبیه فی التوهب منع المسلمین عن الحج و خرج على السلطان و غالى فی تکفیر من خالفهم ثم مات سعود و خلفه ابنه عبد اللّه انتهى[2]
تنحصر عقیدته فی أربعة أمور:
1 تشبیه الله سبحانه و تعالى بخلقه.
2 توحید الألوهیة، و الربوبیّة.
3 عدم توقیره النبیّ صلّى الله علیه و آله و سلّم.
4 تکفیر المسلمین[3]
و قد ردّ بعض أتباع الأئمة الأربعة علیه و على مقلدیه بتآلیف کثیرة جیّدة،
و أوّل کتاب صدر فی الردّ علیه هو کتاب «الصواعق الإلهیة فی الردّ على الوهّابیّة» بقلم أخیه الشیخ سلیمان.
کما أنّ أوّل کتاب صدر ضدَّه من علماء الشیعة هو کتاب «منهج الرشاد» للشیخ الکبیر المرحوم الشیخ جعفر کاشف الغطاء (المتوفّى سنة 1228 ه) و قد کتب کتابه هذا جواباً على رسالة بعثها إلیه الأمیر عبد العزیز بن سعود- أحد الأُمراء السعودیّین فی وقته- و قد زیَّف فی کتابه أفکار محمّد بن عبد الوهّاب و أثبت بطلانها على ضوء القرآن و السنّة. و قد طبع الکتاب فی عام 1343 ه فی النجف الأشرف فی العراق.
و ممّن ردّ علیه من حنابلة الشام: آل الشطّی، و الشیخ عبد القدومى النابلسی فی رحلته، و کلها مطبوعة، فی ناحیتین: زیارة النبی صلّى الله علیه و سلم، و التوسل به و بالصالحین من أمته، و قالوا: إنه مع مقلّدیه من الخوارج[4]
کما رد علیه شیخه محمد بن سلیمان الکردی الشافعی بتقریظ لرسالة أخیه سلیمان بن عبد الوهاب، و رسالة مجموعها فی نحو ثلاثة أوراق، و قد تفرّس فیه شیخه هذا أنه ضالّ و مضل کما تفرّس فیه ذلک شیخه محمد حیاة السندی، و والده عبد الوهاب.
قال مفتی مکة السید أحمد بن زینی دحلان: و ممّن ردّ على محمد بن عبد الوهاب أحد أشیاخه و هو: الشیخ محمد بن سلیمان الکردی صاحب حواشی شرح مختصر بافضل و من جملة ما قاله فی الرسالة التی ردّ بها علیه: یا ابن عبد الوهاب سلام على من اتبع الهدى فانی أنصحک لله أن تکفّ لسانک عن المسلمین فإن سمعت من شخص أنه یعتقد تأثیر ذلک المستغاث به من دون الله تعالى فعرفه الصواب، و ابن له الأدلة. على أنّه لا تأثیر لغیر الله. فان أبی فکفّره حینئذٍ بخصوصه، و لا سبیل لک إلى تکفیر السواد الأعظم من المسلمین و أنت شاذّ عن السواد الأعظم. فنسبة الکفر إلى من شذّ عن السواد الأعظم أقرب لأنّه اتّبع غیر سبیل المؤمنین قال (الله) تعالى: «وَ مَنْ یُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَیَّنَ لَهُ الْهُدى وَ یَتَّبِعْ غَیْرَ سَبِیلِ الْمُؤْمِنِینَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى وَ نُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَ ساءَتْ مَصِیراً» و إنما یأکل الذئب من الغنم القاضیة[5]
لا يوجد تعليق