الجواب الاجمالي:
الجواب التفصيلي:
إن من احتجاجات الإمام علی الهادی علیه السلام على المخالفین والمعاندین جوابه عن مسائل یحیى بن أکثم القاضی[1] وهی تدل علی فضله وعلمه واستحقاقه علیه السلام للإمامة.
اما المسائل: قَالَ مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الرِّضَا لَقِیتُ یَحْیَى بْنَ أَکْثَمَ فِی دَارِ الْعَامَّةِ فَسَأَلَنِی عَنْ مَسَائِلَ فَجِئْتُ إِلَى أَخِی عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ(ع) فَدَارَ بَیْنِی وبَیْنَهُ مِنَ الْمَوَاعِظِ مَا حَمَلَنِی وبَصَّرَنِی طَاعَتَهُ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنَّ ابْنَ أَکْثَمَ کَتَبَ یَسْأَلُنِی عَنْ مَسَائِلَ لِأُفْتِیَهُ فِیهَا؛ فَضَحِکَ ثُمَّ قَالَ علیه السلام: فَهَلْ أَفْتَیْتَهُ؟ قُلْتُ: لَا؛ قَالَ علیه السلام: ولِمَ؟ قُلْتُ: لَمْ أَعْرِفْهَا؛ قَالَ علیه السلام: ومَا هِیَ؟
قُلْتُ: کَتَبَ یَسْأَلُنِی:
(1) عَنْ قَوْلِ اللَّهِ: «قالَ الَّذِی عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْکِتابِ أَنَا آتِیکَ بِهِ قَبْلَ أَنْ یَرْتَدَّ إِلَیْکَ طَرْفُکَ» نَبِیُّ اللَّهِ کَانَ مُحْتَاجاً إِلَى عِلْمِ آصَفَ؟
(2) وعَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: «ورَفَعَ أَبَوَیْهِ عَلَى الْعَرْشِ وخَرُّوا لَهُ سُجَّداً» أَ سَجَدَ یَعْقُوبُ ووُلْدُهُ لِیُوسُفَ وهُمْ أَنْبِیَاءُ؟
(3) وعَنْ قَوْلِهِ: «فَإِنْ کُنْتَ فِی شَکٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَیْکَ فَسْئَلِ الَّذِینَ یَقْرَؤُنَ الْکِتابَ» مَنِ الْمُخَاطَبُ بِالْآیَةِ فَإِنْ کَانَ الْمُخَاطَبُ النَّبِیَّ ص فَقَدْ شَکَّ وإِنْ کَانَ الْمُخَاطَبُ غَیْرَهُ فَعَلَى مَنْ إِذاً أُنْزِلَ الْکِتَابُ ؟
(4) وعَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: «ولَوْ أَنَّ ما فِی الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ والْبَحْرُ یَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ کَلِماتُ اللَّهِ» مَا هَذِهِ الْأَبْحُرُ وأَیْنَ هِیَ؟
(5) وعَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: «فِیها ما تَشْتَهِیهِ الْأَنْفُسُ وتَلَذُّ الْأَعْیُنُ» فَاشْتَهَتْ نَفْسُ آدَمَ أَکْلَ الْبُرِّ فَأَکَلَ وأَطْعَمَ فَکَیْفَ عُوقِبَ؟
(6) وعَنْ قَوْلِهِ: «أَوْ یُزَوِّجُهُمْ ذُکْراناً وإِناثاً» یُزَوِّجُ اللَّهُ عِبَادَهُ الذُّکْرَانَ فَقَدْ عَاقَبَ قَوْماً فَعَلُوا ذَلِکَ؟
(7) وعَنْ شَهَادَةِ الْمَرْأَةِ جَازَتْ وَحْدَهَا وقَدْ قَالَ اللَّهُ «وأَشْهِدُوا ذَوَیْ عَدْلٍ مِنْکُمْ» ؟
(8) وعَنِ الْخُنْثَى وقَوْلِ عَلِیٍّ یُورَثُ مِنَ الْمَبَالِ فَمَنْ یَنْظُرُ إِذَا بَالَ إِلَیْهِ مَعَ أَنَّهُ عَسَى أَنْ یَکُونَ امْرَأَةً وقَدْ نَظَرَ إِلَیْهَا الرِّجَالُ أَوْ عَسَى أَنْ یَکُونَ رَجُلًا وقَدْ نَظَرَتْ إِلَیْهِ النِّسَاءُ وهَذَا مَا لَا یَحِلُ وشَهَادَةُ الْجَارِّ إِلَى نَفْسِهِ لَا تُقْبَلُ؟
(9) وعَنْ رَجُلٍ أَتَى إِلَى قَطِیعِ غَنَمٍ فَرَأَى الرَّاعِیَ یَنْزُو عَلَى شَاةٍ مِنْهَا فَلَمَّا بَصُرَ بِصَاحِبِهَا خَلَّى سَبِیلَهَا فَدَخَلَتْ بَیْنَ الْغَنَمِ کَیْفَ تُذْبَحُ وهَلْ یَجُوزُ أَکْلُهَا أَمْ لَا ؟
(10) وعَنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ لِمَ یُجْهَرُ فِیهَا بِالْقِرَاءَةِ وهِیَ مِنْ صَلَاةِ النَّهَارِ وإِنَّمَا یُجْهَرُ فِی صَلَاةِ اللَّیْلِ ؟
(11) وعَنْ قَوْلِ عَلِیٍّ (ع) لِابْنِ جُرْمُوزٍ بَشِّرْ قَاتِلَ ابْنِ صَفِیَّةَ بِالنَّارِ فَلِمَ لَمْ یَقْتُلْهُ وهُوَ إِمَامٌ ؟
(12) وأَخْبِرْنِی عَنْ عَلِیٍّ (ع) لِمَ قَتَلَ أَهْلَ صِفِّینَ وأَمَرَ بِذَلِکَ مُقْبِلِینَ ومُدْبِرِینَ وأَجَازَ عَلَى الْجَرْحَى وکَانَ حُکْمُهُ یَوْمَ الْجَمَلِ أَنَّهُ لَمْ یَقْتُلْ مُوَلِّیاً ولَمْ یُجِزْ عَلَى جَرِیحٍ ولَمْ یَأْمُرْ بِذَلِکَ وقَالَ مَنْ دَخَلَ دَارَهُ فَهُوَ آمِنٌ ومَنْ أَلْقَى سِلَاحَهُ فَهُوَ آمِنٌ لِمَ فَعَلَ ذَلِکَ فَإِنْ کَانَ الْحُکْمُ الْأَوَّلُ صَوَاباً فَالثَّانِی خَطَأٌ؟
(13) وأَخْبِرْنِی عَنْ رَجُلٍ أَقَرَّ بِاللِّوَاطِ عَلَى نَفْسِهِ أَ یُحَدُّ أَمْ یُدْرَأُ عَنْهُ الْحَدُّ؟
و جوابها: قَالَ علیه السلام: اکْتُبْ إِلَیْهِ، قُلْتُ: ومَا أَکْتُبُ؟ قَالَ علیه السلام: اکْتُبْ:
*بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ* وأَنْتَ فَأَلْهَمَکَ اللَّهُ الرُّشْدَ أَتَانِی کِتَابُکَ ومَا امْتَحَنْتَنَا بِهِ مِنْ تَعَنُّتِکَ لِتَجِدَ إِلَى الطَّعْنِ سَبِیلًا إِنْ قَصَرْنَا فِیهَا واللَّهُ یُکَافِئُکَ عَلَى نِیَّتِکَ وقَدْ شَرَحْنَا مَسَائِلَکَ فَأَصْغِ إِلَیْهَا سَمْعَکَ وذَلِّلْ لَهَا فَهْمَکَ واشْغَلْ بِهَا قَلْبَکَ فَقَدْ لَزِمَتْکَ الْحُجَّةُ والسَّلَامُ؛
(1) سَأَلْتَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ جَلَّ وعَزَّ« قالَ الَّذِی عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْکِتابِ» فَهُوَ آصَفُ بْنُ بَرْخِیَا ولَمْ یَعْجِزْ سُلَیْمَانُ عَنْ مَعْرِفَةِ مَا عَرَفَ آصَفُ لَکِنَّهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَحَبَّ أَنْ یُعَرِّفَ أُمَّتَهُ مِنَ الْجِنِّ والْإِنْسِ أَنَّهُ الْحُجَّةُ مِنْ بَعْدِهِ وذَلِکَ مِنْ عِلْمِ سُلَیْمَانَ ع أَوْدَعَهُ آصَفَ بِأَمْرِ اللَّهِ فَفَهَّمَهُ ذَلِکَ لِئَلَّا یَخْتَلِفَ عَلَیْهِ فِی إِمَامَتِهِ ودَلَالَتِهِ کَمَا فُهِّمَ سُلَیْمَانُ فِی حَیَاةِ دَاوُدَ ع لِتُعْرَفَ نُبُوَّتُهُ وإِمَامَتُهُ مِنْ بَعْدِهِ لِتَأَکُّدِ الْحُجَّةِ عَلَى الْخَلْقِ ؛
(2) وأَمَّا سُجُودُ یَعْقُوبَ ووُلْدِهِ کَانَ طَاعَةً لِلَّهِ ومَحَبَّةً لِیُوسُفَ کَمَا أَنَّ السُّجُودَ مِنَ الْمَلَائِکَةِ لِآدَمَ لَمْ یَکُنْ لِآدَمَ وإِنَّمَا کَانَ ذَلِکَ طَاعَةً لِلَّهِ ومَحَبَّةً مِنْهُمْ لِآدَمَ فَسَجَدَ یَعْقُوبُ ع ووُلْدُهُ ویُوسُفُ مَعَهُمْ شُکْراً لِلَّهِ بِاجْتِمَاعِ شَمْلِهِمْ أَ لَمْ تَرَهُ یَقُولُ فِی شُکْرِهِ ذَلِکَ الْوَقْتَ «رَبِّ قَدْ آتَیْتَنِی مِنَ الْمُلْکِ وعَلَّمْتَنِی مِنْ تَأْوِیلِ الْأَحادِیثِ» إِلَى آخِرِ الْآیَةِ؛
(3) وأَمَّا قَوْلُهُ: «فَإِنْ کُنْتَ فِی شَکٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَیْکَ فَسْئَلِ الَّذِینَ یَقْرَؤُنَ الْکِتابَ» فَإِنَّ الْمُخَاطَبَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ ص ولَمْ یَکُنْ فِی شَکٍّ مِمَّا أُنْزِلَ إِلَیْهِ ولَکِنْ قَالَتِ الْجَهَلَةُ کَیْفَ لَمْ یَبْعَثِ اللَّهُ نَبِیّاً مِنَ الْمَلَائِکَةِ إِذْ لَمْ یُفَرِّقْ بَیْنَ نَبِیِّهِ وبَیْنَنَا فِی الِاسْتِغْنَاءِ عَنِ الْمَآکِلِ والْمَشَارِبِ والْمَشْیِ فِی الْأَسْوَاقِ فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى نَبِیِّهِ «فَسْئَلِ الَّذِینَ یَقْرَؤُنَ الْکِتابَ» بِمَحْضَرِ الْجَهَلَةِ هَلْ بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا قَبْلَکَ إِلَّا وهُوَ یَأْکُلُ الطَّعَامَ ویَمْشِی فِی الْأَسْوَاقِ ولَکَ بِهِمْ أُسْوَةٌ وإِنَّمَا قَالَ «فَإِنْ کُنْتَ فِی شَکٍ» ولَمْ یَکُنْ ولَکِنْ لِلنَّصَفَةِ کَمَا قَالَ تَعَالَى: « َعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وأَبْناءَکُمْ ونِساءَنا ونِساءَکُمْ وأَنْفُسَنا وأَنْفُسَکُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْکاذِبِینَ» ولَوْ قَالَ عَلَیْکُمْ (أى ولو قال على سبیل الجزم والتحقیق: فنجعل لعنة اللّه علیکم)، لَمْ یُجِیبُوا إِلَى الْمُبَاهَلَةِ وقَدْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّ نَبِیَّهُ یُؤَدِّی عَنْهُ رِسَالاتِهِ ومَا هُوَ مِنَ الْکَاذِبِینَ فَکَذَلِکَ عَرَفَ النَّبِیُّ (ص) أَنَّهُ صَادِقٌ فِیمَا یَقُولُ ولَکِنْ أَحَبَّ أَنْ یُنْصِفَ مِنْ نَفْسِهِ ؛
(4) وأَمَّا قَوْلُهُ: «ولَوْ أَنَّ ما فِی الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ والْبَحْرُ یَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ کَلِماتُ اللَّهِ» فَهُوَ کَذَلِکَ لَوْ أَنَّ أَشْجَارَ الدُّنْیَا أَقْلَامٌ والْبَحْرُ یَمُدُّهُ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ وانْفَجَرَتِ الْأَرْضُ عُیُوناً لَنَفَدَتْ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ کَلِمَاتُ اللَّهِ وهِیَ عَیْنُ الْکِبْرِیتِ وعَیْنُ النَّمِرِ وعَیْنُ الْبَرَهُوتِ وعَیْنُ طَبَرِیَّةَ وحَمَّةُ مَاسَبَذَانَ وحَمَّةُ إِفْرِیقِیَةَ یُدْعَى لسان وعَیْنُ بحرون ونَحْنُ کَلِمَاتُ اللَّهِ الَّتِی لَا تَنْفَدُ ولَا تُدْرَکُ فَضَائِلُنَا؛
(5) وأَمَّا الْجَنَّةُ فَإِنَّ فِیهَا مِنَ الْمَآکِلِ والْمَشَارِبِ والْمَلَاهِی مَا تَشْتَهِی الْأَنْفُسُ وتَلَذُّ الْأَعْیُنُ وأَبَاحَ اللَّهُ ذَلِکَ کُلَّهُ لِآدَمَ والشَّجَرَةُ الَّتِی نَهَى اللَّهُ عَنْهَا آدَمَ وزَوْجَتَهُ أَنْ یَأْکُلَا مِنْهَا شَجَرَةُ الْحَسَدِ عَهِدَ إِلَیْهِمَا أَنْ لَا یَنْظُرَا إِلَى مَنْ فَضَّلَ اللَّهُ عَلَى خَلَائِقِهِ بِعَیْنِ الْحَسَدِ فَنَسِیَ ونَظَرَ بِعَیْنِ الْحَسَدِ « ولَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً»؛
(6) وأَمَّا قَوْلُهُ: «أَوْ یُزَوِّجُهُمْ ذُکْراناً وإِناثاً» أَیْ یُولَدُ لَهُ ذُکُورٌ ویُولَدُ لَهُ إِنَاثٌ یُقَالُ لِکُلِّ اثْنَیْنِ مُقْرِنَیْنِ زَوْجَانِ کُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا زَوْجٌ ومَعَاذَ اللَّهِ أَنْ یَکُونَ عَنَى الْجَلِیلُ مَا لَبَّسْتَ بِهِ عَلَى نَفْسِکَ تَطْلُبُ الرُّخْصَ لِارْتِکَابِ الْمَآثِمِ «ومَنْ یَفْعَلْ ذلِکَ یَلْقَ أَثاماً یُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ یَوْمَ الْقِیامَةِ ویَخْلُدْ فِیهِ مُهاناً» إِنْ لَمْ یَتُبْ؛
(7) وأَمَّا شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ وَحْدَهَا الَّتِی جَازَتْ فَهِیَ الْقَابِلَةُ جَازَتْ شَهَادَتُهَا مَعَ الرِّضَا فَإِنْ لَمْ یَکُنْ رِضًا فَلَا أَقَلَّ مِنِ امْرَأَتَیْنِ تَقُومُ الْمَرْأَةُ بَدَلَ الرَّجُلِ لِلضَّرُورَةِ لِأَنَّ الرَّجُلَ لَا یُمْکِنُهُ أَنْ یَقُومَ مَقَامَهَا فَإِنْ کَانَتْ وَحْدَهَا قُبِلَ قَوْلُهَا مَعَ یَمِینِهَا .
(8) وأَمَّا قَوْلُ عَلِیٍّ ع فِی الْخُنْثَى فَهِیَ کَمَا قَالَ یَنْظُرُ قَوْمٌ عُدُولٌ یَأْخُذُ کُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مِرْآةً ویَقُومُ الْخُنْثَى خَلْفَهُمْ عُرْیَانَةً ویَنْظُرُونَ فِی الْمَرَایَا فَیَرَوْنَ الشَّبَحَ فَیَحْکُمُونَ عَلَیْهِ ؛
(9) وأَمَّا الرَّجُلُ النَّاظِرُ إِلَى الرَّاعِی وقَدْ نَزَا عَلَى شَاةٍ فَإِنْ عَرَفَهَا ذَبَحَهَا وأَحْرَقَهَا وإِنْ لَمْ یَعْرِفْهَا قَسَمَ الْغَنَمَ نِصْفَیْنِ وسَاهَمَ بَیْنَهُمَا فَإِذَا وَقَعَ عَلَى أَحَدِ النِّصْفَیْنِ فَقَدْ نَجَا النِّصْفُ الْآخَرُ ثُمَّ یُفَرِّقُ النِّصْفَ الْآخَرَ فَلَا یَزَالُ کَذَلِکَ حَتَّى تَبْقَى شَاتَانِ فَیُقْرِعُ بَیْنَهُمَا فَأَیُّهَا وَقَعَ السَّهْمُ بِهَا ذُبِحَتْ وأُحْرِقَتْ ونَجَا سَائِرُ الْغَنَمِ ؛
(10) وأَمَّا صَلَاةُ الْفَجْرِ فَالْجَهْرُ فِیهَا بِالْقِرَاءَةِ لِأَنَّ النَّبِیَّ (ص) کَانَ یُغَلِّسُ بِهَا فَقِرَاءَتُهَا مِنَ اللَّیْلِ؛
(11) وأَمَّا قَوْلُ عَلِیٍّ (ع) بَشِّرْ قَاتِلَ ابْنِ صَفِیَّةَ بِالنَّارِ فَهُوَ لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ (ص) وکَانَ مِمَّنْ خَرَجَ یَوْمَ النَّهْرِ فَلَمْ یَقْتُلْهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ (ع) بِالْبَصْرَةِ لِأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّهُ یُقْتَلُ فِی فِتْنَةِ النَّهْرَوَانِ؛
(12) وأَمَّا قَوْلُکَ إِنَّ عَلِیّاً قَتَلَ أَهْلَ صِفِّینَ مُقْبِلِینَ ومُدْبِرِینَ وأَجَازَ عَلَى جَرِیحِهِمْ وإِنَّهُ یَوْمَ الْجَمَلِ لَمْ یَتْبَعْ مُوَلِّیاً ولَمْ یُجِزْ عَلَى جَرِیحٍ ومَنْ أَلْقَى سِلَاحَهُ آمَنَهُ ومَنْ دَخَلَ دَارَهُ آمَنَهُ فَإِنَّ أَهْلَ الْجَمَلِ قُتِلَ إِمَامُهُمْ ولَمْ تَکُنْ لَهُمْ فِئَةٌ یَرْجِعُونَ إِلَیْهَا وإِنَّمَا رَجَعَ الْقَوْمُ إِلَى مَنَازِلِهِمْ غَیْرَ مُحَارِبِینَ ولَا مُخَالِفِینَ ولَا مُنَابِذِینَ رَضُوا بِالْکَفِّ عَنْهُمْ فَکَانَ الْحُکْمُ فِیهِمْ رَفْعَ السَّیْفِ عَنْهُمْ والْکَفَّ عَنْ أَذَاهُمْ إِذْ لَمْ یَطْلُبُوا عَلَیْهِ أَعْوَاناً وأَهْلُ صِفِّینَ کَانُوا یَرْجِعُونَ إِلَى فِئَةٍ مُسْتَعِدَّةٍ وإِمَامٍ یَجْمَعُ لَهُمُ السِّلَاحَ والدُّرُوعَ والرِّمَاحَ والسُّیُوفَ ویُسَنِّی لَهُمُ الْعَطَاءَ ویُهَیِّئُ لَهُمُ الْأَنْزَالَ ویَعُودُ مَرِیضَهُمْ ویَجْبُرُ کَسِیرَهُمْ ویُدَاوِی جَرِیحَهُمْ ویَحْمِلُ رَاجِلَهُمْ ویَکْسُو حَاسِرَهُمْ ویَرُدُّهُمْ فَیَرْجِعُونَ إِلَى مُحَارَبَتِهِمْ وقِتَالِهِمْ فَلَمْ یُسَاوِ بَیْنَ الْفَرِیقَیْنِ فِی الْحُکْمِ لِمَا عَرَفَ مِنَ الْحُکْمِ فِی قِتَالِ أَهْلِ التَّوْحِیدِ لَکِنَّهُ شَرَحَ ذَلِکَ لَهُمْ فَمَنْ رَغِبَ عُرِضَ عَلَى السَّیْفِ أَوْ یَتُوبَ مِنْ ذَلِکَ
(13) وأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِی اعْتَرَفَ بِاللِّوَاطِ فَإِنَّهُ لَمْ تَقُمْ عَلَیْهِ بَیِّنَةٌ وإِنَّمَا تَطَوَّعَ بالإقدار [بِالْإِقْرَارِ] مِنْ نَفْسِهِ وإِذَا کَانَ لِلْإِمَامِ الَّذِی مِنَ اللَّهِ أَنْ یُعَاقِبَ عَنِ اللَّهِ کَانَ لَهُ أَنْ یَمُنَّ عَنِ اللَّهِ أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللَّهِ «هذا عَطاؤُنا» الْآیَةَ؛
قَدْ أَنْبَأْنَاکَ بِجَمِیعِ مَا سَأَلْتَنَاهُ فَاعْلَمْ ذَلِکَ.
اما المسائل: قَالَ مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الرِّضَا لَقِیتُ یَحْیَى بْنَ أَکْثَمَ فِی دَارِ الْعَامَّةِ فَسَأَلَنِی عَنْ مَسَائِلَ فَجِئْتُ إِلَى أَخِی عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ(ع) فَدَارَ بَیْنِی وبَیْنَهُ مِنَ الْمَوَاعِظِ مَا حَمَلَنِی وبَصَّرَنِی طَاعَتَهُ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنَّ ابْنَ أَکْثَمَ کَتَبَ یَسْأَلُنِی عَنْ مَسَائِلَ لِأُفْتِیَهُ فِیهَا؛ فَضَحِکَ ثُمَّ قَالَ علیه السلام: فَهَلْ أَفْتَیْتَهُ؟ قُلْتُ: لَا؛ قَالَ علیه السلام: ولِمَ؟ قُلْتُ: لَمْ أَعْرِفْهَا؛ قَالَ علیه السلام: ومَا هِیَ؟
قُلْتُ: کَتَبَ یَسْأَلُنِی:
(1) عَنْ قَوْلِ اللَّهِ: «قالَ الَّذِی عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْکِتابِ أَنَا آتِیکَ بِهِ قَبْلَ أَنْ یَرْتَدَّ إِلَیْکَ طَرْفُکَ» نَبِیُّ اللَّهِ کَانَ مُحْتَاجاً إِلَى عِلْمِ آصَفَ؟
(2) وعَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: «ورَفَعَ أَبَوَیْهِ عَلَى الْعَرْشِ وخَرُّوا لَهُ سُجَّداً» أَ سَجَدَ یَعْقُوبُ ووُلْدُهُ لِیُوسُفَ وهُمْ أَنْبِیَاءُ؟
(3) وعَنْ قَوْلِهِ: «فَإِنْ کُنْتَ فِی شَکٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَیْکَ فَسْئَلِ الَّذِینَ یَقْرَؤُنَ الْکِتابَ» مَنِ الْمُخَاطَبُ بِالْآیَةِ فَإِنْ کَانَ الْمُخَاطَبُ النَّبِیَّ ص فَقَدْ شَکَّ وإِنْ کَانَ الْمُخَاطَبُ غَیْرَهُ فَعَلَى مَنْ إِذاً أُنْزِلَ الْکِتَابُ ؟
(4) وعَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: «ولَوْ أَنَّ ما فِی الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ والْبَحْرُ یَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ کَلِماتُ اللَّهِ» مَا هَذِهِ الْأَبْحُرُ وأَیْنَ هِیَ؟
(5) وعَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: «فِیها ما تَشْتَهِیهِ الْأَنْفُسُ وتَلَذُّ الْأَعْیُنُ» فَاشْتَهَتْ نَفْسُ آدَمَ أَکْلَ الْبُرِّ فَأَکَلَ وأَطْعَمَ فَکَیْفَ عُوقِبَ؟
(6) وعَنْ قَوْلِهِ: «أَوْ یُزَوِّجُهُمْ ذُکْراناً وإِناثاً» یُزَوِّجُ اللَّهُ عِبَادَهُ الذُّکْرَانَ فَقَدْ عَاقَبَ قَوْماً فَعَلُوا ذَلِکَ؟
(7) وعَنْ شَهَادَةِ الْمَرْأَةِ جَازَتْ وَحْدَهَا وقَدْ قَالَ اللَّهُ «وأَشْهِدُوا ذَوَیْ عَدْلٍ مِنْکُمْ» ؟
(8) وعَنِ الْخُنْثَى وقَوْلِ عَلِیٍّ یُورَثُ مِنَ الْمَبَالِ فَمَنْ یَنْظُرُ إِذَا بَالَ إِلَیْهِ مَعَ أَنَّهُ عَسَى أَنْ یَکُونَ امْرَأَةً وقَدْ نَظَرَ إِلَیْهَا الرِّجَالُ أَوْ عَسَى أَنْ یَکُونَ رَجُلًا وقَدْ نَظَرَتْ إِلَیْهِ النِّسَاءُ وهَذَا مَا لَا یَحِلُ وشَهَادَةُ الْجَارِّ إِلَى نَفْسِهِ لَا تُقْبَلُ؟
(9) وعَنْ رَجُلٍ أَتَى إِلَى قَطِیعِ غَنَمٍ فَرَأَى الرَّاعِیَ یَنْزُو عَلَى شَاةٍ مِنْهَا فَلَمَّا بَصُرَ بِصَاحِبِهَا خَلَّى سَبِیلَهَا فَدَخَلَتْ بَیْنَ الْغَنَمِ کَیْفَ تُذْبَحُ وهَلْ یَجُوزُ أَکْلُهَا أَمْ لَا ؟
(10) وعَنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ لِمَ یُجْهَرُ فِیهَا بِالْقِرَاءَةِ وهِیَ مِنْ صَلَاةِ النَّهَارِ وإِنَّمَا یُجْهَرُ فِی صَلَاةِ اللَّیْلِ ؟
(11) وعَنْ قَوْلِ عَلِیٍّ (ع) لِابْنِ جُرْمُوزٍ بَشِّرْ قَاتِلَ ابْنِ صَفِیَّةَ بِالنَّارِ فَلِمَ لَمْ یَقْتُلْهُ وهُوَ إِمَامٌ ؟
(12) وأَخْبِرْنِی عَنْ عَلِیٍّ (ع) لِمَ قَتَلَ أَهْلَ صِفِّینَ وأَمَرَ بِذَلِکَ مُقْبِلِینَ ومُدْبِرِینَ وأَجَازَ عَلَى الْجَرْحَى وکَانَ حُکْمُهُ یَوْمَ الْجَمَلِ أَنَّهُ لَمْ یَقْتُلْ مُوَلِّیاً ولَمْ یُجِزْ عَلَى جَرِیحٍ ولَمْ یَأْمُرْ بِذَلِکَ وقَالَ مَنْ دَخَلَ دَارَهُ فَهُوَ آمِنٌ ومَنْ أَلْقَى سِلَاحَهُ فَهُوَ آمِنٌ لِمَ فَعَلَ ذَلِکَ فَإِنْ کَانَ الْحُکْمُ الْأَوَّلُ صَوَاباً فَالثَّانِی خَطَأٌ؟
(13) وأَخْبِرْنِی عَنْ رَجُلٍ أَقَرَّ بِاللِّوَاطِ عَلَى نَفْسِهِ أَ یُحَدُّ أَمْ یُدْرَأُ عَنْهُ الْحَدُّ؟
و جوابها: قَالَ علیه السلام: اکْتُبْ إِلَیْهِ، قُلْتُ: ومَا أَکْتُبُ؟ قَالَ علیه السلام: اکْتُبْ:
*بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ* وأَنْتَ فَأَلْهَمَکَ اللَّهُ الرُّشْدَ أَتَانِی کِتَابُکَ ومَا امْتَحَنْتَنَا بِهِ مِنْ تَعَنُّتِکَ لِتَجِدَ إِلَى الطَّعْنِ سَبِیلًا إِنْ قَصَرْنَا فِیهَا واللَّهُ یُکَافِئُکَ عَلَى نِیَّتِکَ وقَدْ شَرَحْنَا مَسَائِلَکَ فَأَصْغِ إِلَیْهَا سَمْعَکَ وذَلِّلْ لَهَا فَهْمَکَ واشْغَلْ بِهَا قَلْبَکَ فَقَدْ لَزِمَتْکَ الْحُجَّةُ والسَّلَامُ؛
(1) سَأَلْتَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ جَلَّ وعَزَّ« قالَ الَّذِی عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْکِتابِ» فَهُوَ آصَفُ بْنُ بَرْخِیَا ولَمْ یَعْجِزْ سُلَیْمَانُ عَنْ مَعْرِفَةِ مَا عَرَفَ آصَفُ لَکِنَّهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَحَبَّ أَنْ یُعَرِّفَ أُمَّتَهُ مِنَ الْجِنِّ والْإِنْسِ أَنَّهُ الْحُجَّةُ مِنْ بَعْدِهِ وذَلِکَ مِنْ عِلْمِ سُلَیْمَانَ ع أَوْدَعَهُ آصَفَ بِأَمْرِ اللَّهِ فَفَهَّمَهُ ذَلِکَ لِئَلَّا یَخْتَلِفَ عَلَیْهِ فِی إِمَامَتِهِ ودَلَالَتِهِ کَمَا فُهِّمَ سُلَیْمَانُ فِی حَیَاةِ دَاوُدَ ع لِتُعْرَفَ نُبُوَّتُهُ وإِمَامَتُهُ مِنْ بَعْدِهِ لِتَأَکُّدِ الْحُجَّةِ عَلَى الْخَلْقِ ؛
(2) وأَمَّا سُجُودُ یَعْقُوبَ ووُلْدِهِ کَانَ طَاعَةً لِلَّهِ ومَحَبَّةً لِیُوسُفَ کَمَا أَنَّ السُّجُودَ مِنَ الْمَلَائِکَةِ لِآدَمَ لَمْ یَکُنْ لِآدَمَ وإِنَّمَا کَانَ ذَلِکَ طَاعَةً لِلَّهِ ومَحَبَّةً مِنْهُمْ لِآدَمَ فَسَجَدَ یَعْقُوبُ ع ووُلْدُهُ ویُوسُفُ مَعَهُمْ شُکْراً لِلَّهِ بِاجْتِمَاعِ شَمْلِهِمْ أَ لَمْ تَرَهُ یَقُولُ فِی شُکْرِهِ ذَلِکَ الْوَقْتَ «رَبِّ قَدْ آتَیْتَنِی مِنَ الْمُلْکِ وعَلَّمْتَنِی مِنْ تَأْوِیلِ الْأَحادِیثِ» إِلَى آخِرِ الْآیَةِ؛
(3) وأَمَّا قَوْلُهُ: «فَإِنْ کُنْتَ فِی شَکٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَیْکَ فَسْئَلِ الَّذِینَ یَقْرَؤُنَ الْکِتابَ» فَإِنَّ الْمُخَاطَبَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ ص ولَمْ یَکُنْ فِی شَکٍّ مِمَّا أُنْزِلَ إِلَیْهِ ولَکِنْ قَالَتِ الْجَهَلَةُ کَیْفَ لَمْ یَبْعَثِ اللَّهُ نَبِیّاً مِنَ الْمَلَائِکَةِ إِذْ لَمْ یُفَرِّقْ بَیْنَ نَبِیِّهِ وبَیْنَنَا فِی الِاسْتِغْنَاءِ عَنِ الْمَآکِلِ والْمَشَارِبِ والْمَشْیِ فِی الْأَسْوَاقِ فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى نَبِیِّهِ «فَسْئَلِ الَّذِینَ یَقْرَؤُنَ الْکِتابَ» بِمَحْضَرِ الْجَهَلَةِ هَلْ بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا قَبْلَکَ إِلَّا وهُوَ یَأْکُلُ الطَّعَامَ ویَمْشِی فِی الْأَسْوَاقِ ولَکَ بِهِمْ أُسْوَةٌ وإِنَّمَا قَالَ «فَإِنْ کُنْتَ فِی شَکٍ» ولَمْ یَکُنْ ولَکِنْ لِلنَّصَفَةِ کَمَا قَالَ تَعَالَى: « َعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وأَبْناءَکُمْ ونِساءَنا ونِساءَکُمْ وأَنْفُسَنا وأَنْفُسَکُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْکاذِبِینَ» ولَوْ قَالَ عَلَیْکُمْ (أى ولو قال على سبیل الجزم والتحقیق: فنجعل لعنة اللّه علیکم)، لَمْ یُجِیبُوا إِلَى الْمُبَاهَلَةِ وقَدْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّ نَبِیَّهُ یُؤَدِّی عَنْهُ رِسَالاتِهِ ومَا هُوَ مِنَ الْکَاذِبِینَ فَکَذَلِکَ عَرَفَ النَّبِیُّ (ص) أَنَّهُ صَادِقٌ فِیمَا یَقُولُ ولَکِنْ أَحَبَّ أَنْ یُنْصِفَ مِنْ نَفْسِهِ ؛
(4) وأَمَّا قَوْلُهُ: «ولَوْ أَنَّ ما فِی الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ والْبَحْرُ یَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ کَلِماتُ اللَّهِ» فَهُوَ کَذَلِکَ لَوْ أَنَّ أَشْجَارَ الدُّنْیَا أَقْلَامٌ والْبَحْرُ یَمُدُّهُ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ وانْفَجَرَتِ الْأَرْضُ عُیُوناً لَنَفَدَتْ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ کَلِمَاتُ اللَّهِ وهِیَ عَیْنُ الْکِبْرِیتِ وعَیْنُ النَّمِرِ وعَیْنُ الْبَرَهُوتِ وعَیْنُ طَبَرِیَّةَ وحَمَّةُ مَاسَبَذَانَ وحَمَّةُ إِفْرِیقِیَةَ یُدْعَى لسان وعَیْنُ بحرون ونَحْنُ کَلِمَاتُ اللَّهِ الَّتِی لَا تَنْفَدُ ولَا تُدْرَکُ فَضَائِلُنَا؛
(5) وأَمَّا الْجَنَّةُ فَإِنَّ فِیهَا مِنَ الْمَآکِلِ والْمَشَارِبِ والْمَلَاهِی مَا تَشْتَهِی الْأَنْفُسُ وتَلَذُّ الْأَعْیُنُ وأَبَاحَ اللَّهُ ذَلِکَ کُلَّهُ لِآدَمَ والشَّجَرَةُ الَّتِی نَهَى اللَّهُ عَنْهَا آدَمَ وزَوْجَتَهُ أَنْ یَأْکُلَا مِنْهَا شَجَرَةُ الْحَسَدِ عَهِدَ إِلَیْهِمَا أَنْ لَا یَنْظُرَا إِلَى مَنْ فَضَّلَ اللَّهُ عَلَى خَلَائِقِهِ بِعَیْنِ الْحَسَدِ فَنَسِیَ ونَظَرَ بِعَیْنِ الْحَسَدِ « ولَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً»؛
(6) وأَمَّا قَوْلُهُ: «أَوْ یُزَوِّجُهُمْ ذُکْراناً وإِناثاً» أَیْ یُولَدُ لَهُ ذُکُورٌ ویُولَدُ لَهُ إِنَاثٌ یُقَالُ لِکُلِّ اثْنَیْنِ مُقْرِنَیْنِ زَوْجَانِ کُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا زَوْجٌ ومَعَاذَ اللَّهِ أَنْ یَکُونَ عَنَى الْجَلِیلُ مَا لَبَّسْتَ بِهِ عَلَى نَفْسِکَ تَطْلُبُ الرُّخْصَ لِارْتِکَابِ الْمَآثِمِ «ومَنْ یَفْعَلْ ذلِکَ یَلْقَ أَثاماً یُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ یَوْمَ الْقِیامَةِ ویَخْلُدْ فِیهِ مُهاناً» إِنْ لَمْ یَتُبْ؛
(7) وأَمَّا شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ وَحْدَهَا الَّتِی جَازَتْ فَهِیَ الْقَابِلَةُ جَازَتْ شَهَادَتُهَا مَعَ الرِّضَا فَإِنْ لَمْ یَکُنْ رِضًا فَلَا أَقَلَّ مِنِ امْرَأَتَیْنِ تَقُومُ الْمَرْأَةُ بَدَلَ الرَّجُلِ لِلضَّرُورَةِ لِأَنَّ الرَّجُلَ لَا یُمْکِنُهُ أَنْ یَقُومَ مَقَامَهَا فَإِنْ کَانَتْ وَحْدَهَا قُبِلَ قَوْلُهَا مَعَ یَمِینِهَا .
(8) وأَمَّا قَوْلُ عَلِیٍّ ع فِی الْخُنْثَى فَهِیَ کَمَا قَالَ یَنْظُرُ قَوْمٌ عُدُولٌ یَأْخُذُ کُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مِرْآةً ویَقُومُ الْخُنْثَى خَلْفَهُمْ عُرْیَانَةً ویَنْظُرُونَ فِی الْمَرَایَا فَیَرَوْنَ الشَّبَحَ فَیَحْکُمُونَ عَلَیْهِ ؛
(9) وأَمَّا الرَّجُلُ النَّاظِرُ إِلَى الرَّاعِی وقَدْ نَزَا عَلَى شَاةٍ فَإِنْ عَرَفَهَا ذَبَحَهَا وأَحْرَقَهَا وإِنْ لَمْ یَعْرِفْهَا قَسَمَ الْغَنَمَ نِصْفَیْنِ وسَاهَمَ بَیْنَهُمَا فَإِذَا وَقَعَ عَلَى أَحَدِ النِّصْفَیْنِ فَقَدْ نَجَا النِّصْفُ الْآخَرُ ثُمَّ یُفَرِّقُ النِّصْفَ الْآخَرَ فَلَا یَزَالُ کَذَلِکَ حَتَّى تَبْقَى شَاتَانِ فَیُقْرِعُ بَیْنَهُمَا فَأَیُّهَا وَقَعَ السَّهْمُ بِهَا ذُبِحَتْ وأُحْرِقَتْ ونَجَا سَائِرُ الْغَنَمِ ؛
(10) وأَمَّا صَلَاةُ الْفَجْرِ فَالْجَهْرُ فِیهَا بِالْقِرَاءَةِ لِأَنَّ النَّبِیَّ (ص) کَانَ یُغَلِّسُ بِهَا فَقِرَاءَتُهَا مِنَ اللَّیْلِ؛
(11) وأَمَّا قَوْلُ عَلِیٍّ (ع) بَشِّرْ قَاتِلَ ابْنِ صَفِیَّةَ بِالنَّارِ فَهُوَ لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ (ص) وکَانَ مِمَّنْ خَرَجَ یَوْمَ النَّهْرِ فَلَمْ یَقْتُلْهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ (ع) بِالْبَصْرَةِ لِأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّهُ یُقْتَلُ فِی فِتْنَةِ النَّهْرَوَانِ؛
(12) وأَمَّا قَوْلُکَ إِنَّ عَلِیّاً قَتَلَ أَهْلَ صِفِّینَ مُقْبِلِینَ ومُدْبِرِینَ وأَجَازَ عَلَى جَرِیحِهِمْ وإِنَّهُ یَوْمَ الْجَمَلِ لَمْ یَتْبَعْ مُوَلِّیاً ولَمْ یُجِزْ عَلَى جَرِیحٍ ومَنْ أَلْقَى سِلَاحَهُ آمَنَهُ ومَنْ دَخَلَ دَارَهُ آمَنَهُ فَإِنَّ أَهْلَ الْجَمَلِ قُتِلَ إِمَامُهُمْ ولَمْ تَکُنْ لَهُمْ فِئَةٌ یَرْجِعُونَ إِلَیْهَا وإِنَّمَا رَجَعَ الْقَوْمُ إِلَى مَنَازِلِهِمْ غَیْرَ مُحَارِبِینَ ولَا مُخَالِفِینَ ولَا مُنَابِذِینَ رَضُوا بِالْکَفِّ عَنْهُمْ فَکَانَ الْحُکْمُ فِیهِمْ رَفْعَ السَّیْفِ عَنْهُمْ والْکَفَّ عَنْ أَذَاهُمْ إِذْ لَمْ یَطْلُبُوا عَلَیْهِ أَعْوَاناً وأَهْلُ صِفِّینَ کَانُوا یَرْجِعُونَ إِلَى فِئَةٍ مُسْتَعِدَّةٍ وإِمَامٍ یَجْمَعُ لَهُمُ السِّلَاحَ والدُّرُوعَ والرِّمَاحَ والسُّیُوفَ ویُسَنِّی لَهُمُ الْعَطَاءَ ویُهَیِّئُ لَهُمُ الْأَنْزَالَ ویَعُودُ مَرِیضَهُمْ ویَجْبُرُ کَسِیرَهُمْ ویُدَاوِی جَرِیحَهُمْ ویَحْمِلُ رَاجِلَهُمْ ویَکْسُو حَاسِرَهُمْ ویَرُدُّهُمْ فَیَرْجِعُونَ إِلَى مُحَارَبَتِهِمْ وقِتَالِهِمْ فَلَمْ یُسَاوِ بَیْنَ الْفَرِیقَیْنِ فِی الْحُکْمِ لِمَا عَرَفَ مِنَ الْحُکْمِ فِی قِتَالِ أَهْلِ التَّوْحِیدِ لَکِنَّهُ شَرَحَ ذَلِکَ لَهُمْ فَمَنْ رَغِبَ عُرِضَ عَلَى السَّیْفِ أَوْ یَتُوبَ مِنْ ذَلِکَ
(13) وأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِی اعْتَرَفَ بِاللِّوَاطِ فَإِنَّهُ لَمْ تَقُمْ عَلَیْهِ بَیِّنَةٌ وإِنَّمَا تَطَوَّعَ بالإقدار [بِالْإِقْرَارِ] مِنْ نَفْسِهِ وإِذَا کَانَ لِلْإِمَامِ الَّذِی مِنَ اللَّهِ أَنْ یُعَاقِبَ عَنِ اللَّهِ کَانَ لَهُ أَنْ یَمُنَّ عَنِ اللَّهِ أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللَّهِ «هذا عَطاؤُنا» الْآیَةَ؛
قَدْ أَنْبَأْنَاکَ بِجَمِیعِ مَا سَأَلْتَنَاهُ فَاعْلَمْ ذَلِکَ.
لا يوجد تعليق