الجواب الاجمالي:
الزیارة الجامعة من أشهر زیارات الأئمة الطاهرین علیهم السلام وأعلاها شأناً، بیّن فیها الإمام الهادی علیه السلام المقام السامی لأئمة أهل البیت، وذکر فیها فضائلهم ومناقبهم، بعبارات غایة فی الفصاحة والبلاغة، امتازت بجمال التعبیر ودقة المعانی
الجواب التفصيلي:
الزیارة الجامعة من أشهر زیارات الأئمة الطاهرین علیهم السلام وأعلاها شأناً، بیّن فیها الإمام الهادی علیه السلام المقام السامی لأئمة أهل البیت، وذکر فیها فضائلهم ومناقبهم، بعبارات غایة فی الفصاحة والبلاغة، امتازت بجمال التعبیر ودقة المعانی .
ومن الجدیر ذکره هنا أن هذه الزیارة علّمها الإمام علی الهادی علیه السَّلام لموسى بن عبد الله النخعی، فقد ورد عن محمد بن إسماعیل البرمکی عن موسى بن عبد الله النخعی قال:« قلت لعلیّ بن محمد بن علی بن موسى بن جعفر بن محمد بن علی بن الحسین بن على بن أبی طالب صلوات الله وسلامه علیهم: علّمنی یا ابن رسول الله قولاً أقوله بلیغاً کاملاً إذا زرت واحداً منکم، فقال علیه السلام: إذا صرت إلى الباب فقف واشهد الشهادتین وأنت على غسل فإذا دخلت ورأیت القبر فقف وقل: الله اکبر الله اکبر ثلاثین مرة، ثم امش قلیلاً وعلیک السکینة والوقار، وقارب بین خطاک، ثمّ قف وکبّر الله عزّ وجلّ ثلاثین مرّة، ثم ادن من القبر وکبر الله أربعین مرة تمام مائة تکبیرة ثم قل: اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ یا اَهْلَ بَیْتِ النُّبُوَّةِ، وَمَوْضِعَ الرِّسالَةِ، وَمُخْتَلَفَ الْمَلائِکَةِ، وَمَهْبِطَ الْوَحْىِ، وَمَعْدِنَ الرَّحْمَةِ، وَخُزّانَ الْعِلْمِ، وَمُنْتَهَى الْحِلْمِ و... وذکر الزیارة بتمامها[1]
رواها الشیخ الصدوق علیه الرحمة فی کتابه "من لا یحضره الفقیه" الجزء الثانی باب زیارة جامعة لجمیع الأئمة علیهم السلام بسنده إلى محمد بن إسماعیل البرمکی،ورواها أیضاً فی کتابه "عیون أخبار الإمام الرضا علیه السلام/الجزء الثانی الباب 68 بنفس السند،کما انَّه رواها بشکل مختصر فی نفس "عیون الاخبار" فی الباب 67 بسنده الصحیح إلى محمد بن بن الحسن بن الولید(أستاذ الصدوق) عن محمد بن الحسن الصفار(ثقة جلیل) عن علیّ بن حسان(ثقة ثقة)؛
و لم یروها ــ بحسب التتبع ــــ أحدٌ غیر الشیخ الصدوق (رحمه الله تعالى) من المتقدّمین علیه،فمثلاً لم یروها الشیخ الکلینی ــ بحسب الظاهر ــ لإعتبارات عدیدة ولعلَّ منها شدة التقیّة التی کان الکلینی یعیش فی ظلالها لوجوده فی بغداد عاصمة الدولة العباسیّة آنذاک،بخلاف الشیخ الصدوق الذی عاش فی قم موطن التشیع والولاء لأهل بیت العصمة والطهارة(علیهم السلام)وفی ظل حکومة آل بویه لم یعرف عنها النصب الشدید لأهل البیت علیهم السلام فکان ثمة فسحة فی مجال التعبیر عن الرأی والعقیدة،نعم رواها من بعده الشیخ الطوسی(رحمه الله تعالى) فی التهذیب/الجزء السادس باب زیارة جامعة لسائر المشاهد نقلاً عن الصدوق بنفس السند ولم یعقّب على سندها بالضعف مما یعنی صحته بنظره الشریف و...؛
وهذا لا ینافی صحتها لأنه لا یشترط فی صحة مطلق أیّ روایة أن تروى بطرقٍ متعددة بل یکفی فیها أن تروى بخبرٍ معتبر سنداً او دلالةً،کما لا یشترط فی الأخبار الدالة على الفضائل والمعاجز أن تکون بقوة الأخبار الدالة على موارد الفقه والأحکام،ومع هذا فإنّ الزیارة الجامعة الشریفة وردتنا بسندٍ صحیح ومعتبر لا مغمز فیه عند أحدٍ،وعلى فرض ضعف السند –وفرض المحال لیس محالاً-فلا یجوز طرحها،إذ لیس کلُّ خبرٍ ضعیف سنداً یجب طرحه بل یحرم ردّ الخبر الضعیف ما لم یتعارض مع الدلالة القطعیّة للکتاب والسنَّة المطهرة.
فهی زیارة جلیلة القدر، عظیمة المضامین، ذات السند الصحیح والمتن الذی یعجز عن إدراکه بتمامه أصحابُ العقول، تدل جزالة ألفاظها وجلالة مضامینها على صدورها عن أهل بیت العصمة والطهارة علیهم السلام.
ثمّ إنّ هذه الزیارة موسوعةٌ کاملة فی عالم معرفة الإمام المعصوم، تعطی لکلّ مَن تدبّر فی فصولها وکلماتها معرفةً جدیدةً حول الإمام، فهی بحقّ کنزٌ من کنوز أهل البیت علیهم السلام.
ولعظم هذه الزیارة وأهمیتها ولما احتوت علیه من مضامین عالیة فی بیان مقام أهل البیت، فقد اهتم العلماء بشرحها وبیان مطالبها ومن هذه الشروح:
أ ـ شرح الزیارة الجامعة الکبیرة للعلامة الشیخ أحمد بن زین الدین بن إبراهیم الإحسائی.
ب ـ شرح الزیارة الجامعة للسید عبد الله بن السید محمد رضا شبر الحسینی، أسماه «الأنوار اللامعة»؛ وقال فی مقدمته: إن زیارة الجامعة الکبیرة من أعظم الزیارات شأناً وأعلاها مکانة ومکاناً، وإنّ فصاحة ألفاظها وفقراتها وبلاغة مضامینها وعباراتها تنادی بصدورها من عین صافیة نبعت عن ینابیع الوحی والإلهام، وتدعو إلى أنها خرجت من ألسنة نوامیس الدین ومعاقل الأنام، فإنها فوق کلام المخلوق وتحت کلام الخالق الملک العلاّم، قد اشتملت على الإشارة إلى جملة من الأدلة والبراهین المتعلقة بمعارف أصول الدین وأسرار الأئمّة الطاهرین ومظاهر صفات رب العالمین، وقد احتوت على ریاض نضرة وحدائق خضرة، مزینة بأزهار المعارف والحکمة، محفوفة بثمار أسرار أهل بیت العصمة، وقد تضمّنت شطراً وافراً من حقوق أولی الأمر الذین أمر الله بطاعتهم وأهل البیت الذین حثّ الله على متابعتهم، وذوی القربى الذین أمر الله بمودّتهم، وأهل الذکر الذین أمر الله بمسألتهم، مع الإشارة إلى آیات فرقانیّة وروایات نبویّة وأسرار إلهیّة وعلوم غیبیّة ومکاشفات حقیّة وحکم ربانیّة... [2]
جـ ـ شرح الزیارة الجامعة: للمولى محمد تقی المجلسی، والد العلامة المجلسی صاحب البحار(ت1070هـ). (الذریعة 13/305)؛ وقال رحمه الله: لمّا وفّقنی الله تعالى لزیارة أمیر المؤمنین علیه السّلام شرعت فی حوالی الروضة المقدّسة فی المجاهدات، وفَتَحَ الله علیَّ ببرکة مولانا صلوات الله علیه أبواب المکاشفات التی لا تحتملها العقول الضعیفة، رأیت فی ذلک العالم ـ وإن شئت قلت: بین النوم والیقظة ـ عند ما کنت فی رواق عمران جالساً، أنّی بِسُرَّ من رأى، ورأیت مشهدها فی نهایة الإرتفاع والزینة ورأیت على قبریهما لباساً أخضر من لباس الجنّة، لأنه لم أر مثله فی الدنیا، ورأیت مولانا مولى الأنام صاحب العصر والزمان عجّل الله تعالى فرجه جالساً ظهره على القبر ووجهه إلى الباب، فلمّا رأیته شرعت فی الزیارة الجامعة بالصّوت المرتفع کالمدّاحین، فلمّا أتممتها قال علیه السّلام: نعمت الزیارة.
قلت: مولای، روحی فداک، زیارة جدّک، وقد أشرت إلى نحو القبر. قال: نعم، أدخل...[3]
وقال بشرح الزیارة من کتابه (روضة المتّقین فی شرح من لا یحضره الفقیه): إنه لا شک لی أن هذه الزیارة من أبی الحسن الهادی سلام الله علیه بتقریر الصّاحب علیه السّلام، وأنها أکمل الزیارات وأحسنها، بل بعد تلک الرؤیا، أکثر الأوقات أزور الأئمّة علیهم السّلام بهذه الزیارة، وفی العتبات العالیات ما زرتهم إلاّ بهذه الزیارة[4]
د ـ الشرح الذی ذکره العلامة المجلسی فی بحار الأنوار بعد ذکره لمتن الزیارة؛ وقال فی حقها: إنما بسطت الکلام فی شرح تلک الزیارة قلیلاً وإن لم أستوفِ حقّها حذراً من الإطالة، لأنها أصحّ الزیارات سنداً وأعمّها مورداً وأفصحها لفظاً وأبلغها معنىً وأعلاها شأناً[5]
ه - الأعلام اللامعة فی شرح الجامعة: للسید محمد بن عبد الکریم الطباطبائی البروجردی المتوفى حدود سنة 1160هـ. (الذریعة 2/239).
و- الإلهامات الرضویة فی شرح الزیارة الجامعة الکبیرة المشهورة (فارسی): للسید محمد بن السید محمود الحسینی اللواسانی الطهرانی الشهیر بالسید محمد العصار (ت 1355هـ)، (الذریعة 2/302).
ز- البروق اللامعة (تعلیقات على الزیارة الجامعة الکبیرة المعروفة وعلى بعض الأدعیة المتداولة أیضاً): للشیخ علی بن محمد جعفر الاسترابادی الطهرانی (ت 1315هـ). (الذریعة 3/89).
ح- شرح الزیارة الجامعة: للعلامة المیرزا علی نقی بن السید حسین المعروف بالحاج آغا ابن السید المجاهد الطباطبائی الحائری (ت 1289هـ) (الذریعة 13/306).
ت- الشموس الطالعة فی شرح الزیارة الجامعة الکبیرة: للسید حسین بن السید محمد تقی الهمدانی الدرودآبادی (ت 1344هـ)، هو من نفائس الشروح حاو لتحقیقات عالیة (الذریعة 14/234).
ی- شرح الزیارة الجامعة للسید محمد بن محمد باقر الحسینی؛ وغیر ذلک من الشروح.
ربما یتوهَّم بعض من لم یتذوق حلاوة معرفتهم أن بعض فقرات الزیارة الجامعة تتنافى مع کتاب الله العزیز، مثل قوله علیه السلام فی هذه الزیارة: (وإیاب الخلق إلیکم وحسابهم علیکم)، فإنها تتنافى مع قوله تعالى: (إِنَّ إِلَیْنَا إِیَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَیْنَا حِسَابَهُمْ)[6]؛
إلا أن هذا الوهم خاطئ؛ إذ لا منافاة بین هذه الفقرة وبین الآیتین الکریمتین؛ لأن الإیاب إلى أهل البیت علیهم السلام هو إیاب إلى الله تعالى، لأنهم خلفاؤه، وحججه، والقائمون بأمره، ومحاسبتهم علیهم السلام للخلائق إنما هو بأمر الله تعالى، لأن الله سبحانه لا یتولى حساب الخلائق بنفسه، وإنما یوکل ذلک إلى بعض خلقه، من حججه وملائکته، فلما کان کل ذلک بأمره تعالى کان هو الفاعل الحقیقی.
و کذلک سائر المقامات کلهم أعطی لاهل البیت علیهم السلام من جانب الله تعالی لأنهم اَوْلِیاء اللهِ وَاَصْفِیائه.
وکیف کان فإن مضامین الزیارة الجامعة صحیحة لا إشکال فی صحتها کما صرح أعلام المذهب بأن مضامین الزیارة الجامعة صحیحة؛ بل هی مورد قبول تام عند عامة فقهاء ومحدثی ومتکلمی الشیعة الإمامیّة قاطبة لا یختلف علیها إثنان،والمشکِّک فیها لا یعرف شیئاً من کرامات ومعارف آل الله ولا یعرف شیئاً من البلاغة والفضائل والمعاجز ،فهی میزان للإیمان والمعرفة والتقى لکثرة ما ورد من الشواهد لها من الأدلة الأربعة المعتمدة عند فقهاء الإمامیة،فالتشکیک یستلزم ردّ الأخبار المتواترة،وردّ الأخبار یستلزم الکفر بما نزل على رسوله الکریم محمَّد وآله الطاهرین (علیهم السلام)، قال تعالى:".فلیحذر الذین یخالفون عن أمره أن تصیبهم فتنةً او یصیبهم عذابٌ الیم"....والحاصل انَّ الزیارة الجامعة الشریفة مورد إجماع الطائفة المحقة فلا تجد منکراً لها ولا متوقفاً فیها بل الناقد البصیر یخضع لجلالة معانیها المجمع على صحتها الکاشف عن قول المعصوم علیه السلام.
ومن الجدیر ذکره هنا أن هذه الزیارة علّمها الإمام علی الهادی علیه السَّلام لموسى بن عبد الله النخعی، فقد ورد عن محمد بن إسماعیل البرمکی عن موسى بن عبد الله النخعی قال:« قلت لعلیّ بن محمد بن علی بن موسى بن جعفر بن محمد بن علی بن الحسین بن على بن أبی طالب صلوات الله وسلامه علیهم: علّمنی یا ابن رسول الله قولاً أقوله بلیغاً کاملاً إذا زرت واحداً منکم، فقال علیه السلام: إذا صرت إلى الباب فقف واشهد الشهادتین وأنت على غسل فإذا دخلت ورأیت القبر فقف وقل: الله اکبر الله اکبر ثلاثین مرة، ثم امش قلیلاً وعلیک السکینة والوقار، وقارب بین خطاک، ثمّ قف وکبّر الله عزّ وجلّ ثلاثین مرّة، ثم ادن من القبر وکبر الله أربعین مرة تمام مائة تکبیرة ثم قل: اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ یا اَهْلَ بَیْتِ النُّبُوَّةِ، وَمَوْضِعَ الرِّسالَةِ، وَمُخْتَلَفَ الْمَلائِکَةِ، وَمَهْبِطَ الْوَحْىِ، وَمَعْدِنَ الرَّحْمَةِ، وَخُزّانَ الْعِلْمِ، وَمُنْتَهَى الْحِلْمِ و... وذکر الزیارة بتمامها[1]
رواها الشیخ الصدوق علیه الرحمة فی کتابه "من لا یحضره الفقیه" الجزء الثانی باب زیارة جامعة لجمیع الأئمة علیهم السلام بسنده إلى محمد بن إسماعیل البرمکی،ورواها أیضاً فی کتابه "عیون أخبار الإمام الرضا علیه السلام/الجزء الثانی الباب 68 بنفس السند،کما انَّه رواها بشکل مختصر فی نفس "عیون الاخبار" فی الباب 67 بسنده الصحیح إلى محمد بن بن الحسن بن الولید(أستاذ الصدوق) عن محمد بن الحسن الصفار(ثقة جلیل) عن علیّ بن حسان(ثقة ثقة)؛
و لم یروها ــ بحسب التتبع ــــ أحدٌ غیر الشیخ الصدوق (رحمه الله تعالى) من المتقدّمین علیه،فمثلاً لم یروها الشیخ الکلینی ــ بحسب الظاهر ــ لإعتبارات عدیدة ولعلَّ منها شدة التقیّة التی کان الکلینی یعیش فی ظلالها لوجوده فی بغداد عاصمة الدولة العباسیّة آنذاک،بخلاف الشیخ الصدوق الذی عاش فی قم موطن التشیع والولاء لأهل بیت العصمة والطهارة(علیهم السلام)وفی ظل حکومة آل بویه لم یعرف عنها النصب الشدید لأهل البیت علیهم السلام فکان ثمة فسحة فی مجال التعبیر عن الرأی والعقیدة،نعم رواها من بعده الشیخ الطوسی(رحمه الله تعالى) فی التهذیب/الجزء السادس باب زیارة جامعة لسائر المشاهد نقلاً عن الصدوق بنفس السند ولم یعقّب على سندها بالضعف مما یعنی صحته بنظره الشریف و...؛
وهذا لا ینافی صحتها لأنه لا یشترط فی صحة مطلق أیّ روایة أن تروى بطرقٍ متعددة بل یکفی فیها أن تروى بخبرٍ معتبر سنداً او دلالةً،کما لا یشترط فی الأخبار الدالة على الفضائل والمعاجز أن تکون بقوة الأخبار الدالة على موارد الفقه والأحکام،ومع هذا فإنّ الزیارة الجامعة الشریفة وردتنا بسندٍ صحیح ومعتبر لا مغمز فیه عند أحدٍ،وعلى فرض ضعف السند –وفرض المحال لیس محالاً-فلا یجوز طرحها،إذ لیس کلُّ خبرٍ ضعیف سنداً یجب طرحه بل یحرم ردّ الخبر الضعیف ما لم یتعارض مع الدلالة القطعیّة للکتاب والسنَّة المطهرة.
فهی زیارة جلیلة القدر، عظیمة المضامین، ذات السند الصحیح والمتن الذی یعجز عن إدراکه بتمامه أصحابُ العقول، تدل جزالة ألفاظها وجلالة مضامینها على صدورها عن أهل بیت العصمة والطهارة علیهم السلام.
ثمّ إنّ هذه الزیارة موسوعةٌ کاملة فی عالم معرفة الإمام المعصوم، تعطی لکلّ مَن تدبّر فی فصولها وکلماتها معرفةً جدیدةً حول الإمام، فهی بحقّ کنزٌ من کنوز أهل البیت علیهم السلام.
ولعظم هذه الزیارة وأهمیتها ولما احتوت علیه من مضامین عالیة فی بیان مقام أهل البیت، فقد اهتم العلماء بشرحها وبیان مطالبها ومن هذه الشروح:
أ ـ شرح الزیارة الجامعة الکبیرة للعلامة الشیخ أحمد بن زین الدین بن إبراهیم الإحسائی.
ب ـ شرح الزیارة الجامعة للسید عبد الله بن السید محمد رضا شبر الحسینی، أسماه «الأنوار اللامعة»؛ وقال فی مقدمته: إن زیارة الجامعة الکبیرة من أعظم الزیارات شأناً وأعلاها مکانة ومکاناً، وإنّ فصاحة ألفاظها وفقراتها وبلاغة مضامینها وعباراتها تنادی بصدورها من عین صافیة نبعت عن ینابیع الوحی والإلهام، وتدعو إلى أنها خرجت من ألسنة نوامیس الدین ومعاقل الأنام، فإنها فوق کلام المخلوق وتحت کلام الخالق الملک العلاّم، قد اشتملت على الإشارة إلى جملة من الأدلة والبراهین المتعلقة بمعارف أصول الدین وأسرار الأئمّة الطاهرین ومظاهر صفات رب العالمین، وقد احتوت على ریاض نضرة وحدائق خضرة، مزینة بأزهار المعارف والحکمة، محفوفة بثمار أسرار أهل بیت العصمة، وقد تضمّنت شطراً وافراً من حقوق أولی الأمر الذین أمر الله بطاعتهم وأهل البیت الذین حثّ الله على متابعتهم، وذوی القربى الذین أمر الله بمودّتهم، وأهل الذکر الذین أمر الله بمسألتهم، مع الإشارة إلى آیات فرقانیّة وروایات نبویّة وأسرار إلهیّة وعلوم غیبیّة ومکاشفات حقیّة وحکم ربانیّة... [2]
جـ ـ شرح الزیارة الجامعة: للمولى محمد تقی المجلسی، والد العلامة المجلسی صاحب البحار(ت1070هـ). (الذریعة 13/305)؛ وقال رحمه الله: لمّا وفّقنی الله تعالى لزیارة أمیر المؤمنین علیه السّلام شرعت فی حوالی الروضة المقدّسة فی المجاهدات، وفَتَحَ الله علیَّ ببرکة مولانا صلوات الله علیه أبواب المکاشفات التی لا تحتملها العقول الضعیفة، رأیت فی ذلک العالم ـ وإن شئت قلت: بین النوم والیقظة ـ عند ما کنت فی رواق عمران جالساً، أنّی بِسُرَّ من رأى، ورأیت مشهدها فی نهایة الإرتفاع والزینة ورأیت على قبریهما لباساً أخضر من لباس الجنّة، لأنه لم أر مثله فی الدنیا، ورأیت مولانا مولى الأنام صاحب العصر والزمان عجّل الله تعالى فرجه جالساً ظهره على القبر ووجهه إلى الباب، فلمّا رأیته شرعت فی الزیارة الجامعة بالصّوت المرتفع کالمدّاحین، فلمّا أتممتها قال علیه السّلام: نعمت الزیارة.
قلت: مولای، روحی فداک، زیارة جدّک، وقد أشرت إلى نحو القبر. قال: نعم، أدخل...[3]
وقال بشرح الزیارة من کتابه (روضة المتّقین فی شرح من لا یحضره الفقیه): إنه لا شک لی أن هذه الزیارة من أبی الحسن الهادی سلام الله علیه بتقریر الصّاحب علیه السّلام، وأنها أکمل الزیارات وأحسنها، بل بعد تلک الرؤیا، أکثر الأوقات أزور الأئمّة علیهم السّلام بهذه الزیارة، وفی العتبات العالیات ما زرتهم إلاّ بهذه الزیارة[4]
د ـ الشرح الذی ذکره العلامة المجلسی فی بحار الأنوار بعد ذکره لمتن الزیارة؛ وقال فی حقها: إنما بسطت الکلام فی شرح تلک الزیارة قلیلاً وإن لم أستوفِ حقّها حذراً من الإطالة، لأنها أصحّ الزیارات سنداً وأعمّها مورداً وأفصحها لفظاً وأبلغها معنىً وأعلاها شأناً[5]
ه - الأعلام اللامعة فی شرح الجامعة: للسید محمد بن عبد الکریم الطباطبائی البروجردی المتوفى حدود سنة 1160هـ. (الذریعة 2/239).
و- الإلهامات الرضویة فی شرح الزیارة الجامعة الکبیرة المشهورة (فارسی): للسید محمد بن السید محمود الحسینی اللواسانی الطهرانی الشهیر بالسید محمد العصار (ت 1355هـ)، (الذریعة 2/302).
ز- البروق اللامعة (تعلیقات على الزیارة الجامعة الکبیرة المعروفة وعلى بعض الأدعیة المتداولة أیضاً): للشیخ علی بن محمد جعفر الاسترابادی الطهرانی (ت 1315هـ). (الذریعة 3/89).
ح- شرح الزیارة الجامعة: للعلامة المیرزا علی نقی بن السید حسین المعروف بالحاج آغا ابن السید المجاهد الطباطبائی الحائری (ت 1289هـ) (الذریعة 13/306).
ت- الشموس الطالعة فی شرح الزیارة الجامعة الکبیرة: للسید حسین بن السید محمد تقی الهمدانی الدرودآبادی (ت 1344هـ)، هو من نفائس الشروح حاو لتحقیقات عالیة (الذریعة 14/234).
ی- شرح الزیارة الجامعة للسید محمد بن محمد باقر الحسینی؛ وغیر ذلک من الشروح.
ربما یتوهَّم بعض من لم یتذوق حلاوة معرفتهم أن بعض فقرات الزیارة الجامعة تتنافى مع کتاب الله العزیز، مثل قوله علیه السلام فی هذه الزیارة: (وإیاب الخلق إلیکم وحسابهم علیکم)، فإنها تتنافى مع قوله تعالى: (إِنَّ إِلَیْنَا إِیَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَیْنَا حِسَابَهُمْ)[6]؛
إلا أن هذا الوهم خاطئ؛ إذ لا منافاة بین هذه الفقرة وبین الآیتین الکریمتین؛ لأن الإیاب إلى أهل البیت علیهم السلام هو إیاب إلى الله تعالى، لأنهم خلفاؤه، وحججه، والقائمون بأمره، ومحاسبتهم علیهم السلام للخلائق إنما هو بأمر الله تعالى، لأن الله سبحانه لا یتولى حساب الخلائق بنفسه، وإنما یوکل ذلک إلى بعض خلقه، من حججه وملائکته، فلما کان کل ذلک بأمره تعالى کان هو الفاعل الحقیقی.
و کذلک سائر المقامات کلهم أعطی لاهل البیت علیهم السلام من جانب الله تعالی لأنهم اَوْلِیاء اللهِ وَاَصْفِیائه.
وکیف کان فإن مضامین الزیارة الجامعة صحیحة لا إشکال فی صحتها کما صرح أعلام المذهب بأن مضامین الزیارة الجامعة صحیحة؛ بل هی مورد قبول تام عند عامة فقهاء ومحدثی ومتکلمی الشیعة الإمامیّة قاطبة لا یختلف علیها إثنان،والمشکِّک فیها لا یعرف شیئاً من کرامات ومعارف آل الله ولا یعرف شیئاً من البلاغة والفضائل والمعاجز ،فهی میزان للإیمان والمعرفة والتقى لکثرة ما ورد من الشواهد لها من الأدلة الأربعة المعتمدة عند فقهاء الإمامیة،فالتشکیک یستلزم ردّ الأخبار المتواترة،وردّ الأخبار یستلزم الکفر بما نزل على رسوله الکریم محمَّد وآله الطاهرین (علیهم السلام)، قال تعالى:".فلیحذر الذین یخالفون عن أمره أن تصیبهم فتنةً او یصیبهم عذابٌ الیم"....والحاصل انَّ الزیارة الجامعة الشریفة مورد إجماع الطائفة المحقة فلا تجد منکراً لها ولا متوقفاً فیها بل الناقد البصیر یخضع لجلالة معانیها المجمع على صحتها الکاشف عن قول المعصوم علیه السلام.
لا يوجد تعليق